يَا سَعْدَ هَذِي اللَّيْلَةِ الزَّهْرَاءِ – خليل مطران

يَا سَعْدَ هَذِي اللَّيْلَةِ الزَّهْرَاءِ … جَدَّدْتِ عَهْدَ السَّعْدِ بِالْحَمْرَاءِ

جَدَّدْتِهِ فِي مِصْرَ فِي الدِّارِ الَّتي … كَانَتْ وَظَلَّتْ مُلْتَقَى الأُمَرَاءِ

فِي حَيْثُ أَعْلَى المَالِكِينَ مَكَانَةً … نَزَلُوا مَنَازِلَهُمْ مِنَ العَلْيَاءِ

فِي حَيْثُ إِسْمَاعِيلُ لاَحَ بِنُبْلِهِ … فَوْقَ السُّهَى لِضُيُوفِهِ النُّبَلاَءِ

هَلْ كَانَ إِسْمَاعِيلُ إلاَّ صُورَةً … شَرْقِيَّةً لِلعِزَّةِ الْقَعْسَاءِ

بِنَدَاهُ وَادِي النِّيلِ سَالَ وَبِالذِي … أسْدَاهُ طَالَ عَلَى الذُّرَى الشَّمَّاءِ

أُنْظُرْ إلى آثَارِهِ يُزْهَى بِهَا … قَطْرَاهُ فِي دَانِيهِمَا وَالنَّائِي

هَذِي الْجَزِيرَةُ مِنْ بَدَائِعِ خَلْقِهِ … بِغِيَاضِهَا وَرِيَاضِهَا الْفَيْحَاءِ

وبِنائِهَا الفَخْمِ الْبَدِيعِ نِظَامُهُ … مِنْ صُنْعِ ذَاكَ المُبْدِعِ البّنَّاءِ

لِلّهِ آيَاتُ الصِنَّاعَةِ فِي الدُّمَى … مَنْ شَارَكَ الرَّحْمَنَ فِي الإِحْيَاءِ

للهِ ناطِقةُ النُقُوشِ أَهكَذَا … تُعطَى الكَلامَ جَوَامِدُ الَأشيَاءِ

للهِ مِطْفَرَةٌ تُصَعِّدُ قَطْرَهَا … وَتَرُدُّهُ صَبَباً عَلَى الأَنْحَاءِ

تَجِدُ النُّجُومَ حِيَالَهَا ضَحَّاكَةً … بِشُعَاعِهَا بَكَّاءَةً بِالْمَاءِ

قَدْ أَخْلَفَتْ بِسُكُونِهَا وَصَفائِهَا … فِعْلَ النُّجُومِ مُثِيرَةِ الأَنْوَاءِ

هَلْ غَيْرُ هَذَا الصَّرْحِ زِينَ بِمِثْلٍِ مَا … فِيهِ لإِينَاسٍ وَحُسْنِ لِقَاءِ

وَقِرَى الْعُيُونِ مِنَ الطَّرَائِفِ وَالْحِلَى … غَيْرُ القِرىَ مِنْ مَشْرَبٍ وَغِذاءِ

يَا مَنْ لَهُ صَدْرُ المَقَامِ تَجِلَّةً … وَهْوَ النَّزِيلُ وَلَيْسَ كَالنُّزَلاَءِ

هَذِي هِيَ الدَّارُ الَّتِي قَلَّدْتَهَا … شَرَفاً بِهِ تَاهَتْ عَلَى الْجَوْزَاءِ

شَرَفٌ بِهِ النَّبَأُ البَعِيدُ دَوِيُّهُ … يَخْتَالُ مَعْتَزَّاً عَلَى الأًنْبَاءِ

وَلآلِ لُطِفِ اللهِ مِنهُ كَرَامَةٌ … سَتَظَلُّ فِي الأَحْفادِ وَالأَبْنَاءِ

إنِّي لِهذا الفَضلِ عَنْهُمْ شَاكِرٌ … وَالشُّكرُ فِي السَّادَاتِ خَيرُ وَفَاءِ

شكرٌ زَهَا شِعْرِي بِهِ مُتَهَلِّلاَ … كَتَهَلُّلِ النُّوَّارِ بِالأَنْدَاءِ

أَنَّى تَكُنْ لاَ غَروَ أنْ يُلْفَى الحِمى … وَبِهِ رَوَائِعُ مِنْ سَنىً وَسَنَاءِ

أَفَلَمْ تَكُنْ شِبْلَ الحُسِينِ وَرَأْيَهُ … وَفِرِنْدَهُ فِي السِّلْم وَالهَيْجَاءِ

مَلِكٌ بِهِ رَحِمُ النُّبُوءَةِ وَاشِجٌ … وَلَهُ جَلاَلُ الصِّيدِ فِي الخُلَفَاءِ

أَهْدَى العُرُوشَ إِلَى بَنِيهِ وَبَثَّهُمْ … فِي الشَّرْقِ بَثَّ الشَّمْسِ لِلأَضْواءِ

أًعْظِمْ بِعَبدِ اللهِ نَجلاً صَالِحاً … يَقفُو أَبَاهُ حِجىً وَحُسْنَ بَلاَءِ

فِيهِ النَّزَاهَةُ وَالنَّبَاهَةُ يَعْتَلِي … بِهِما عَلَى الأَنْدَادِ وَالنُّظَرَاءِ

جَمَعَ الوَدَاعَةَ وَالإِبَاءَ فَحَبَّذَا … هُوَ مِنْ أَمِيرِ وَدَاعَةٍ وَِإبَاءِ

خُلُقَانِ كُلُّهُمَا إِلَيْهِ قَدِ انْتَهَى … عَنْ أَكْرَمِ الأَجْدَادِ وَالآبَاءِ

وَلَهُ مُروُءَاتٌ تُجَابُ بِذِكْرِهَا … جَوْبَ الرِّياضِ مَجَادِبُ البَيْدَاءِ

وَلَهُ فَضَائِلُ إنْ تَحَدَّثَ عَارِفٌ … عَنْهَا عَرَتْهُ نَشْوَةُ الصَّهْبَاءِ

وَلَهُ وَقَائِعُ فِي البَسَالَةِ يَزْدَهِي … بِصِغارِهِنَّ أَكَابِرُ البُسَلاَءِ

وَلَهُ طَرَائِفُ فِي السَّمَاحَةِ نَقَّحَتْ … مَا أَخْطَأَتْهُ طَرَائِقُ السُّمَحَاءِ

فَهْوَ الحَبِيبُ إِلى الوُلاَةِ مُصَافِياً … وَهُوَ البَغِيضُ وَغَىً عَلَى الأَعْدَاءِ

لاَ زِلْتَ عَبْدَ اللهِ فِي هَامِ الْعُلَى … تَاجاً يَفِيضُ بِبَاهِرِ الَّلأْلاَءِ

لِلْمَجْدِ سِرٌّ فِيكَ نَاطَ بِهِ غَداً … وَغَداً يُحَقِّقُ فِيكَ خَيْرُ رَجَاءِ