يَا حَبَّذَا أُخْتُ الغَزَالِ – خليل مطران

يَا حَبَّذَا أُخْتُ الغَزَالِ … زُفَّتْ إِلَى شَبْهِ الهِلاَلِ

أَرَأَيْتَهَا فِي ثَوْبِهَا المَلَكِيِّ … بَارِعَةِ الجَّمَالِ

فِي ذَلِكَ الهَفْهَافِ … أَوْهَى مِنْ نُسَيْمَاتِ الشَّمَالِ

فَكَأَنَّهُ مِنْ نَسْجِ مَا … تُبْدِيهِ مِنَ لُطْفِ الخِصَالِ

فِي الأَبْيَضِ اللَّمَاحِ مِنْهُ … نُورُ عِفَّتِهَا يُلاَلي

أَلْفَاظُهَا تَشْفِي الصَّدَّى … وَتُسَاغُ كَالْمَاءِ الزَّلاَلِ

آدَابُهَا تَزْدَانُ … بِالأَثَرِ الأرَقِّ مِنَ الدَّلاَلِ

يَدُهَا صَنَّاعٌ مَا أَعَدَّتْ … لاحْتِرَافِ وَاعْتِمَالِ

لَكِنْ تَجِيءُ مِنَ الفُنُونِ … بِكُلِّ مُبْتَدَعِ وَغَالِي

تَجْرِي أَنَامِلُهَا عَلَى … المِضْرَابِ بِالسِّحْرِ الحَلاَلِ

فَإِذَا مَقَاطِرُ مِنْ نَدَى … تَعْلُو مَلاَمِسَ فِي اشْتِعَالِ

مِنْ زَاخِرِ الإِيْقَاعِ تَخْرُجُ … مُفْرَدَاتٍ كَالَّلآلِي

وَبِصَوْتِهَا التَّطْرِيبُ يَصْدُرُ … عَنْ نَبِيهِ الوَحْيِ عَالِي

إِنْ تَكْتَمِلْ فِيكَ الحِلاَلُ … وَقَدْ حَريْنَ بِالاِكْتِمَالِ

لاَ بِدْعَ يَا أُلْغَا وَأُمَّكِ … خَيْرُ رَبَّاتِ الحِجَالِ

وَأَبُوكِ مَنْ تَزْهِي البِلاَدُ … بِمِثْلِهِ بيْنَ الرَّجَالِ

أَيُّ الكِرَامِ بِمَا بِهِ … مَنْ مُنْقِبَاتِ الفَضْلِ حَالِي

عِيشِي وَمُورِيسُ الحَبِيبُ … بِغِبْطَةٍ وَصَفَاءِ حَالِ

مُورِيسُ سِرُّ أَبِيهِ … فِي كَرَمِ الشَّمَائِلِ وَالخِلاَلِ

هَلْ فِي الشَّبَابِ كَذَلِكَ … السَّبَّاقِ فِي أَجْدَى مَجَال

الوَاضِحُ القَسَمَاتِ كَالآيَاتِ … فِي حَلَكِ اللَّيَالِي

السَّالِمُ الأخْلاَقِ وَالأيَّامُ … أَيَّامُ احْتِلاَلِ

ذِي الهِمَّةِ المُثْلَى كَهَمَّ … أَبِيهِ فِي طَلَبِ المَعَالِي

وَكَفَاهُ نُبْلاً أَنَّهُ … يحْذُو بهِ أَسنَى مِثَالِ

يَا أَيُّهَا الزَّوْجَانِ فَلْتَهْنِئْكُمَا … كَأْسُ الوِصالِ

وَتَمَلَّيَا هَذِي الحَيَاةَ … مَسِرَّةً وَنَعِمَ بَالِ

ولِدَا البَنِينَ الصَّالِحِنَ … لَتَستَدِيمَا خَيْرَ آلِ