يوم المعاد – عبدالله البردوني
يا أخي يا ابن الفدى فيما التمادي … و فلسطين تنادي و تنادي ؟
ضجّت المعركة الحمرا … فقم: … نلتهب ..ز فالنور من نار الجهاد
و دعا داعي الفدى فلنحترق … في الوغى ، أو يحترق فيها الأعادي
يا أخي يا ابن فلسطين التي … لم تزل تدعوك من خلف الحداد
عد إليها ، لا تقل : لم تقترب … يوم عودي قل : أنا ” يوم المعاد “
عد و نصر العرب يحدوك و قل : … هذه قافلتي و النصر حادي
عد إليها رافع الرأس و قل : … هذه داري ، هنا مائي وزادي
و هنا كرمي ، هنا مزرعتي … و هنا آثار زرعي و حصادي
و هنا ناغيت أمّي و أبي … و هنا أشعلت بالنور اعتقادي
هذه مدفأتي أعرفها … لم تزل فيها بقايا من رماد
و هنا مهدي ، هنا قبر أبي … وهنا حقلي و ميدان جيادي
هذه أرضي لها تضحيتي … و غرامي و لها وهج اتّقادي
ها هنا كنت أماشي إخوتي … و أحيّي ها هن أهل ودادي
هذه الأرض درجنا فوقها … و تحدّينا بها أعدى العوادي
و غرسناها سلاحا و فدى … و نصبنا عزمنا في كلّ وادي
و كتبنا بالدّما تاريخنا … ودما قوم الهدى أسنى مداد
هكذا قل : يا ابن ” عكّا ” ثمّ قل : … ها هنا ميدان ثاري و جلادي
يا أخي يا ابن فلسطين انطلق … عاصفا وارم العدى خلف البعاد
سر بنا نسحق بأرضي عصبة … فرّقت بين بلادي و بلادي
قل : ” لحيفا ” استقبلي عودتنا … وابشري ها نحن في درب المعاد
و اخبري كيف تشهّتنا الربى … أفصحي كم سألت عنّا النوادي
قل : لإسرائيل يا حلم الكرى … زعزعت عودتنا حلم الرقاد
خاب ” بلفور ” و خابت يده … خيبة التجّار في سوق الكساد
لم يسع ، لا لم يسع شعب أنا … قلبه و هو فؤاد في فؤادي
قل : ” بلفور ” تلاقت في الفدى … أمّة العرب و هبّت للتفادي
وحّد الدرب خطانا و التقت … أمّتي في وحدة أو في اتّحاد
عندما قلنا : اتّحدنا في الهوى … قالت الدنيا لنا : هاكم قيادي
و مضينا أمّة تزجي الهدى … أينما سارت و تهدجي كلّ عادي .