يوسف يا سبط الندى والعلى – خليل مطران

يوسف يا سبط الندى والعلى … يا أمل البيت الخصيب الرحاب

يا فرع أصلين قد استكملا … من مجد ميراث ومجد اكتساب

يا نجل حر صادقٍ لم يزل … أصفى الصفيين وأوفى الصحاب

إلى أبيك الوجه في قومه … أهديت بالتكريم هذا الكتاب

وهو كتاب ليس لي إنما … وجدته كنزاً ثميناً يصاب

سيف به في خير واعظ … قوم ساق العرض يوم الحساب

نقلته عن أصله جاهداً … في جعله كالأصل من غير عاب

فجاء وفقاً لمرامي وما … لي فيه فضل غير كشف النقاب

لم تمضي عجمته معربا … لما به من سانحات عراب

غر معان لم ندع بعدها … في الفن من معنى لشيء عجاب

علجها الدهر لا فنائها … فثبتت شهباً ومر السحاب

وسوف تلغي آخر الدهر في … آخر بادٍ مؤذن بالغياب

كالشمس يبقى رسمها بعدها … حيناً وقد بانت وراء الحجاب

يا أيها الطفل الذي طالما … فرحنا في جيئة أو ذهاب

وطالما حير البابنا … ببدرات الذهن وقت الأعاب

عش ما يشاء اللَه في غبطةٍ … وفي صفاء ورده مستطاب

وليجيء اليوم المروم الذي … تدرك فيه سر هذا الخطاب

وتبصر النور الخفي الذي … مزق عند الغيم ذاك العقاب

وتقرأ الآيات من نظمه … عبراً فتستكشف منها اللباب

فتعرف الفضل الذي بثه … أبوك في أمته عن صواب

يومئذ والكون ملك لكم … ثم وقد أصلحه الانقلاب

وجيلنا الدائل أفضى إلى … مستقبل أرضاً وثاوي تراب

تصبح يا قرة عين المنى … نابغة العصر وزين الشباب