يلومُ عليكِ لا عدمَ الملامهْ – مهيار الديلمي
يلومُ عليكِ لا عدمَ الملامهْ … صحيحُ القلب غرّته السلامهْ
أبى لؤمُ الطباع له ولوعا … بمثلكِ أو ضلوعا مستهامهْ
ولم تنبلهُ باللّحظات عينٌ … ولم تطعنه بالخطرات قامهْ
ولا ماتتْ له نفسٌ وعاشت … مرارا بالرحيل وبالإقامهْ
وما يدريه ما نزواتُ صدري … إليكِ وما الذي استدعى غرامهْ
وما سرٌّ ملكتِ قيادَ قلبي … به فمضيتِ آخذة ً زمامهْ
وهل وصلفتكِ أعجازُ الليالي ال … طوالِ له أعوادُ البشامهْ
وأوسعه الإهانة َ ثم يفضي … إلى اسمكِ بي فأوسعه الكرامهْ
سقى عهدَ الطُّويلع ما تمنّى … زمانٌ أن تصوب له غمامهْ
وعيشا بالجريب وأيّ عيش … وددتُ وما انقضى لو كنت هامهْ
وليلا بدره لم ينضِ عشرا … غرمتِ وقد سفرتِ لنا تمامهْ
وليتَ ونابلُ الأيام رامٍ … يصيب بنا المنى أيامَ رامه
أسائل بان دومة َ عن فؤادي … وقد أودعته سمرَ اليمامهْ
وكيف بمهجة ٍ أمست بنجدٍ … مضلَّلة ً وتنشد في تهامهْ
من الساري تجدُّ به بنجدٍ … أضاليلُ السُّرى عقبَ السآمهْ
إذا وخزتك أنفاس الخزامى … فهبَّ لنا ابنُ ليلٍ كان نامهْ
فخذ حدّ الأثيلوقل سلامٌ … على بيت عقيلته سلامه
وما الظبياتُ سارحة ً وربضا … ولا الأغصانُ ميلا واستقامهْ
بمن أعنى الكنى عنه ولكن … بكلٍّ من محاسنها علامهْ
أمنها والكواكبُ جاثماتٌ … خيالٌ لم يمتّعنا لمامهْ
سرتْ والشهرُ قد أرمى ثلاثا … على العشرين خائضة ً ظلامهْ
على غررٍ وساعة َ لا طروقٌ … ألا ما للجبان وللصرامهْ
فحيّت واقعين على الولايا … نشاوى لم تنشِّهم المدامهْ
فواقا ثم طار الصبحُ منها … مجفَّلة ً بقادمتيْ نعامهْ
تقولُ خف الوشاة َ وإن ألمُّوا … بفاطمة ٍ فقل طرقت أمامهْ
ومن لي أن يتمّ غدا جحودٌ … وحولي من عتيرتها قسامهْ
ألا هل رقية ٌ من مسّ دهرٍ … خفيِّ الكيد شيطانِ العرامهْ
يخاتلني الزمانُ فلستُ أدري … بأيّ جوانبي أنفى سهامهْ
وحظٍّ لو سألتُ بلال ريقى … عبابَ البحر صاعبني مرامهْ
يريد الرزقُ أن أدلى عليه … بذلٍّ أو يقال الحرصُ ضامهْ
وليست قطرة ٌ من ماء وجهي … حرى ً أن أستدرّ بها جمامهْ
وأعذل في القناعة أن حبتني … وباعتني الضئولة َ بالوسامهْ
وكم ذي شارة ٍ معناه رثٌّ … وأشعثَ بين طمريهِ أسامهْ
سيغشم قائدُ الأطماع عنقي … بأنفٍ لا يلين على الخزامهْ
وينصرني وإن ضعفَ اصطباري … وقد تحمى البنانة ُ بالقلامهْ
وأروعُ لا يُحلُّ الخطبُ منه … معاقدَ حبوتيه ولا اعتزامهْ
صليب العود يغمزُ جنب رضوى … ولم تدرك غوامزه العجامهْ
إذا ضاقت رحابُ الرأى جاءت … بصيرته ففرَّجت ازدحامهْ
تريه عواقبَ الأمر المبادي … ويبصر ماوراء غدٍ أمامهْ
وقورٌ لم يخض لغوا بفيه … ولم يسدل على غزل قرامهْ
تحمِّله فينهضُ مستمرّاً … مليّاً بالحمالة والغرامهْ
إذا نكص الرجالُ مضى جرياً … كأنّ مميلَ أقوام أقامهْ
أغرَّ ترى الهلالَ يتمّ بدرا … إذا أبصرتَ منحدرا لثامهْ
تودّ كواكبُ الجوزاء لو ما … تكون إذا امتطى سرجا لجامهْ
وإن ركب السريرَ وزيرُ ملك … رأيت التاجَ تشرفهُ العمامهْ
ومبهمة ٍ مذكَّرة زبونٍ … تخال شرار جاحمها ضرامهْ
ملبدة ِ الجوانب أمِّ نقع … ترى البيضاء منها مستضامهْ
يحاذرها الحمامُ إذا تداعت … بها الأبطالُ تحسبها حمامهْ
كفاها غير معتقلٍ قناه … ولا متسربلٍ حلقاتِ لامهْ
يشيمُ لحسمها قلما نحيلا … سمينَ الخطب تحسبه حسامهْ
يناط الملكُ من شرف المعالي … بمندمج القوى ثبتِ الدِّعامهْ
كلوءِ العين يحمي جانبيه … إذا ذعرت مشلَّلة ً سوامهْ
تكفَّله فتى ً يفعاً وكهلا … وفي الودعاتِ لم يبلغ فطامهْ
فلم يسلم لخابطة ٍ جناه … ولم يترك لخائطة ٍ نظامهْ
وكان متى تعبه بدار صيدٍ … بنائقه يحلَّ بها حرامهْ
دعا الكافي الخطير لها فلبَّى … أزلّ يشدُّ للجلَّى حزامهْ
سألتُ فما حلبتُ به بكيا … ولا استمطرت صائفة ً جهامهْ
ولكن جادمحلولَ العزالى … إذا بدأ الحيا أدلت عصامهْ
كريم البشر تحسبُ وجنتيه … سماءَ الجودِ والبرقَ ابتسامهْ
إذا ما شاء أن يغريه يوما … بفرط البذل من يغريه لامهْ
يزيد الغمطُ نعمته سبوغا … ويقبلُ حبَّه العفوَ انتقامهْ
ينيلك وهو أصفر منك كفاً … كساقي الماء واستبقى أوامهْ
على دين الأكارم وهو خرق … يعدُّ الحمدَ أولى ما استدامهْ
وحبُّ الذكر خلَّى الذكرَ عند السَّ … موءل والندى عند ابن مامهْ
غرستَ بعقوتي نعما رطابا … مجانيها بشكري مستدامهْ
ووسَّعَ لي مديحك فضلَ صيت … ووصفُك لي وبرُّك بالكرامهْ
ولم تترك بعدلِ علاك بيني … وبين صروف أيامي ظلامهْ
فصنْ غرسا إذا لم يجز فعلا … على نعمى جزاك بها كلامهْ
بكلّ بعيدة ِ المسرى رفوعٍ … وهادَ القول خافضة ٍ إكامهْ
تحلَّق حين أرسلها فتمسي … رديفَ النجم سائمة ً مسامهْ
تبين بها عيوبُ الناس حتى … تخالَ على جبين الشِّعر شامهْ
لو ان لذي القروح البيتَ منها … لسرَّ ضريحه وسقى عظامهْ
لها وسمٌ على الأعراض باقٍ … بقاءَ الطوق في عنق الحمامهْ
تحلَّى صبحة َ النيروز منها … بعقدٍ لا ترى الدهرَ انفصامهْ
مبشِّرة ً بأنك ألفَ عام … ستدركه كما أدركتَ عامهْ
رحيبَ الملك ضخم العزّ صعبا … ذراك إن امرؤ بالبغى رامهْ
بقاءً ما له أمد فيُخشى … عليه قاطعٌ إلا القيامهْ