يس على الجزم مبني فليس له – محيي الدين بن عربي
يس على الجزم مبني فليس له … في العقل كونٌ ولا طبعٌ فيسرقهُ
فذاتُه القلبُ فالتقليبُ شيمتُهُ … لكنهُ رحويٌّ فيهِ مشرقهُ
فما له من سكون فهو في فرح … وما له حركاتٌ عنه تقلقه
له الشؤونُ وفوقَ العرشِ مسكنه … عند الإله الذي به تحققه
وبالذي عنده منه تعلقه … كما بأسمائه الحسنى تخلقه
هو الوجودُ فما تنفك صورته … معَ الجمالِ الذي بهِ تعشقهُ
فالوجدُ يسكنه والشوقُ يقلقه … وللذي يدعيه الأمر يسبقه
خلافُ طهَ فإنَّ الفتحَ يلزمُهُ … لذاكَ جاءَ ليشقى وهوَ يخلقُهُ
بالجودِ أوجدهُ بالكونِ حددهُ … وبالتجلي يغذيهِ ويرزقُهُ
أعطاهُ سورتُهُ فحازَ سورتهُ … بهِ يقيدُهُ عنهُ ويطلقهُ
بهِ يحققهُ منهُ يخلقهُ … فيهِ يعشقهُ لهُ يشوقهُ
إنَّ الوجودَ لهُ حدٌّ ومستندٌ … في الكائناتِ وأحوالي تصدِّقه
و نٌ وق معَص وسائطٌ ظهرتْ … تعطي الغنى وهيَ بالأسماءِ تغرقهث
وإذ بدتْ سبحاتُ الوجهِ واتصلت … بالكونِ أضواؤها في الحالِ تحرقهُ
من أعجب الأمر أنَّ الستر منسدلٌ … والنورُ من خلفه وليس يخرقه
وكلُّ ستر فمجموعٌ ويشهد لي … أجزاؤه ثم لا تأتي تمزقه