يزيد أبو الخطاب أخرجه لنا – الفرزدق

يَزِيدُ أبُو الخَطّابِ أخْرَجَهُ لَنَا … شَفِيقٌ عَلَيْنا في الأمورِ حَميدُها

وَقائلَةٍ مِنْ غَيرِ قَوْمي وَقَائِلٍ، … وَفي النّاسِ أقْوَامٌ بَوَادٍ حَسُودُها

على أنّها في الدّارِ قَالَتْ لقَوْمِها، … إذا ما مَعَدٌّ قيل: أينَ عَميدُها؟

رَأتْ رَبّةُ الرّحمان أخْرَجَهُ لَنَا، … وَجَدٌّ، وَمن خَيرِ الجدودِ سَعيدُها

فإنّ تَميماً إنْ خَرَجْتَ مُسَلَّماً … من السّجن، لم تُخلقْ صِغاراً جدودُها

وَكمْ نَذرَتْ من صَوْمِ شهرٍ وَحِجّةٍ … نِسَاءُ تَميم، إنْ أتَاهَا يَزِيدُها

هُوَ الجَبَلُ الأعلى الذي تَرْتَقي بِهِ … تَميمٌ على الأعداءِ تَخْطِرُ صِيدُها

لَهُ خَضَعَتْ قَيْسٌ وَخِندفُ كُلُّها، … وَقحطانُ طُرّاً كَهْلُهَا وَوَليدُها

وَبَكْرٌ وَعَبْدُ القَيْسِ وَابنَةُ وائِلٍ … أقَرّتْ لَهُ بالفَضْلِ صُعراً خُدودُها

إذا مَا، أبَا حَفْصٍ، أتَتْكَ رَأيْتَها … على شُعَرَاءِ النّاسِ يَعلُو قَصِيدُها

مَتى ما أرادوا أنْ يَقولوا حَدَا بهَا … من الشّعْرِ لمْ يَقدِرْ عَليْهِ مُرِيدُها