يا مَن براهُ الله روحَ كمالِ – حيدر بن سليمان الحلي

يا مَن براهُ الله روحَ كمالِ … فتمثَّلت شخصاً بغير مثالِ

لكَ أنملٌ خُلقَت لبون مواهبٍ … ما أرضعت سَقبَ الرجا لفصال

أمُّ الحَيا نبتُ الخضمِّ ربيبة ُ الإ … حسانِ أختُ العارضِ الهطّال

أمَّلتُ لي تلدُ الكثيرَ مِن الندى … فحصلتُ من أملي على الإقلال

ما خلتُ أن ألقاكَ حين كلاكلي … عن ظهر همّك طارحاً أثقالي

عجباً لجودِك كيف عنّي قد سها … فوقعتُ منه بجانبِ الإهمال

مالي أُنبّه مِنك لحظَ فواضلٍ … ما نامَ عن كرمٍ وعن إفضال

تغضي وبي ضاقَ المجالُ وطالَما … أوسعتَ في عينِ العدوِّ مجالي

وتحومُ آمالي وبحرُك زاخرٌ … فتُحيلَ حوَّمها إلى الأوشال

يا راعياً أملي علامَ وسمتَه … من بعدِ ذاكَ البرِّ بالإغفال

عهدي بودِّك لا يحولُ وغيرهُ … متنَّقلٌ يتنقلّ الأحوال

وأرى رجايَ غروس جودِك لم يزل … فأفض عليه مُنعماً بسجال