يا مليكاً به الملوك أطافوا – حيدر بن سليمان الحلي

يا مليكاً به الملوك أطافوا … بُتْ معافاً تحفّك الألطافُ

للمنى أين ما أقمتَ مقامٌ … وله أين ما انصرفتَ انصراف

غير بدعٍ بأن تُخافَ وتُرجى … سيدُ القوم يُرتجى ويُخاف

أيُّ أرضٍ حللتها فهي روضٌ … لأُنوف الملوك فيه استياف

يا نقيب الأشراف وهو نداءٌ … لك تعلو بذكره الأشراف

نفحتْ منهم بنشرٍ ولكن … من غوالي فخاركَ الأعطاف

بك طابوا ويكسب الماءُ طيباً … حين يغدو للورد وهو مضاف

أفرش الله أخمصيكَ خدوداً … من عداً عنك قد زواها انحراف

ضلَّ مَنْ فيك قاسها حيث منها … لم تنلْ كعب رجلكَ الأكتاف

فطأ اليوم أينما شئتَ فخراً … رغمتْ تحت نعلكَ الآناف

لك وجهٌ لو باهلَ الشمس يوماً … لعرا وجهها المنيرَ انكساف

شفَّ توديعك الورى حين قالوا: … مزمعٌ جوهر العلى الشفاف

ودَّعتْ منك منصفاً فهي تدعو … سرْ على اليُمن أنت والإنصاف

لا تسلْ عن قلوبنا فلعمري … كلَّها في غدٍ إليك لهاف

كلما جدَّ في ركابك سيرٌ … جدَّ للاشتياق فيها اعتساف

بوركت نية ُ دعتكَ لبيتٍ … لعلاه آباك قدماً أنافوا

ستؤدى فرضَ الطواف وتأتي … لحمى ً فيه للسرور مطافُ

ثم أهدي إليك تحفة َ بشرٍ … ما حوتْ مثلَ درّها الأصداف

في تهانٍ لها إليك اختلافٌ … وسعودٍ لها عليكَ ائتلاف

كرياض الربيع تونق زهراً … راق للناظرين منها اقتطاف