يا قلبُ مالي أراك لا تقرُّ – بشار بن برد

يا قلبُ مالي أراك لا تقرُّ … إيَّاك أعني وعندك الخبر

أبْناءُ ذِي التَّاجِ ذُو رُعَيْنٍ ورَهْـ … ط المصطفى ليس فوقهم بشرُ

قومٌ لهم تشرقُ البلاد إذا … رَاحُوا ومَدَّتْ عليهِمُ الْحُجَرُ

صفا لهم منحرُ الهديَّ فبـ … يتُ الله فالموقفان فالسُّورُ

فزمزمٌ فالجمارُ فالحوض فالـ … ـمَسْعَى فَذَاكَ الْمَقَامُ مُحْتَظَرُ

ميراثُ من بوركت نبوءته … فالدِّينُ فِيهِم فالأَمْر ما أمْرُوا

آباؤكَ الصِّيدُ من قُرَيشٍ إِذا … زَعْزَعَ رَيْطَ المَنِيَّة الذُّعُرُ

منهُم سُقَاة ُ الْحجيج قد عُلِمُوا … وقاتلُ المحلِ مالهُ جزرُ

فُرسَانُ حَربٍ إِذَا الْتقَتْ بهم … فيهم غناءٌ وعندهم غيرُ

يسقون من حاربوا بحدِّهمُ … سمَّا ولا يعتدون إن ظفروا

زَانُوا بِأقْصَاصِهِمْ مَنَابرَهُم … وزانهم منظرٌ ومفتخرُ

بِيضٌ مَصَالِيتُ دُونَ ضَيمهِمُ … وعرٌ وما دون سيبهم وعرُ

خير قريشٍ منهم وسيفهم … يوم حنينٍ والبأس منتحرُ

بهم رعت حميرٌ وناصرها … أمناً وعزت جيرانهم مضرُ

يَلْقَوْنَ رُوَّادَهُمْ إِذَا نَزَلوا … بِالْجُودِ قَبْلَ السُّؤَالِ يُنتَظَرُ

إن تأتني منهم مشيَّعة ٌ … فإنَّما أولعوا بما همروا

نعم دعاة ُ الإمام حلمهم … راسٍ ومرعى جنابهم خضرُ

يَرْضَوْنَ بِالْحَمْدِ منْ صنَائِعِهم … فينا وبالعفوِ بعد ما ظفروا

منهم أتانا المهديُّ معتصباً … بالتَّاج نعم الدُّوارُ والغفرُ

عِزًّا إِذَا أزْمَعَتْ ذَلاَذِلَهَا … حَرْبٌ وَرَاحَتْ أمامَها شَرَر

مَا زَالَ بَيْن الْخَلِيفَتيْنِ لَهُ … نَبْتٌ مُنِيفٌ يَحُفُّهُ الشَّجَرُ

بَيْنَ أبي جَعْفَرٍ وبَيْنَ أبَي الْـ … ـعبَّاسِ ذَاكَ الشِّتا وذا الْمَطرُ

إن ابن عمِّ النبيِّ يهدي إلى الحـ … ـقِّ ومَا دُونَ نَبْثِهِ وَزَرُ

حَاز الْوَلاَءَ الْمُحَمَّدَانِ لَهُ … هذا نبيٌّ وذاك يقتفرُ

مَنْ كَانَ غَمْراً مِنَ الْمَكَارِم والمَجْـ … ـد فإنَّ المَهْدِيَّ مُحْتَبِرُ

تَفِيضُ كَفَّاهُ مِنْ فوَاضِلِهِ … ومُشْرِقُ الْوَجْه حِينَ يُحْتَضَرُ

ما أحْسَنَ الْحَمْدَ في دَوَائِرِهِ … وحَمْدُ قَوْمٍ كأنَّهُ عَوَرُ

لاَ بَلْ هِي الْبحْرُ تَحْتَ حَوْمَلة ٍ … تَسْرِي له بالرَّدَى وتَنْهمر

أفنى عفاريتها الكبارَ أبوكَ الـ … ـخيْرُ حتَّى الْتوتْ به الكُبَرُ

نجلُ ملوكٍ عمَّت صنائعهُ … يهدى إليه المنارُ والأثرُ

من معشرٍ إن أردت جودهمُ … جادوا وإن رمتَ جهلهم وقروا

هذا وإِنْ عُرِّيَتْ سُيُوفُهُم … فَالمَوْتُ غادٍ ما دُونَهُ سُتُرُ