يا ديارَ الحيِّ منْ جنبِ الحمى – مهيار الديلمي

يا ديارَ الحيِّ منْ جنبِ الحمى … عدتِ ظنّاً بعدما كنتِ حقيقهْ

أخذَ الدَّهرُ قشيباً رائقاً … منْ مغانيكِ وأعطاك سحوقهْ

فلئنْ كنتِ عدوَّ العينِ منْ … بعدهمْ إنَّكِ للقلبِ صديقهْ

خلتُ لمّا لمْأطقْ حملّ النَّوى … أنْ تلكَ الدِّمنَ الصُّمَّ مطيقهْ

لمْ اكنْ أعلمُ حتَّى نحلتْ … كنحولي أنَّها مثلي مشوقهْ

أينّ جيراني لها لهفي بهمْ … لهفة َ سكرتها غيرُ مفيقهْ

وظباءٌ بالحمى ناشطة ٌ … ظنَّها السِّحرُ رجيماتٍ ربيقهْ

شامَ أصحابي على كاظمة ٍ … عارضاً يحملُ وطفاءَ دفوقهْ

فتماروا ثمَّ قالوا وقفة ً … علَّهُ يطرحُ بالنَّعفِ وسوقهْ

قلتُ إمّا إنْ فعلتمْ فاحبسوا … ودعوا نضويَ يمضي وطريقهْ

لمْ تقصِّرْ بي مجاري أدمعي … فأرودُ الغيثَ أستبكي بروقهْ

وبذاكَ الجوِّ إنْ ادركتهُ … لي قلبٌ سابقٌ أبغي لحوقهْ

وهلالٌ لا ومنْ أغربهِ … وهوَ المالكُ أنء يقضي شروقهْ

ما ظننتُ الرَّشفَ محظورُ اللمى … حظرهَ الخمرة حتّى ذقتُ ريقهْ

يالواة َ الدِّينِ عنْ ميسرة ٍ … كيفَ للمعسرِ أنْ ينسى حقوقهْ

ألِما أبصرتمُ منْ ولهي … والنَّوى تغشمني قلتمْ فروقهْ

كيفَ لا تشفقُ منْ بينكمُ … مهجتي وهي منَ الموتِ شفيقهْ

ارفقوا يا ربّما ذاقَ الهوى … واثقٌ منْ قسوة ٍ ألا يذوقهْ

واقسموا قلبيَ فيما بيننا … لي فريقٌ وخذوا أنتْ فريقهْ

ما على دهرٍ سقى لي سجلهُ … نطفاً منْ عيشة ِ الدُّنيا الرقيقهْ

حيثُ أيَّامي ملوكٌ كلُّها … ومنْ الأيّامِ أملاكٌ وسوقة ْ

وفتاة ُ العمرِ بيضاءُ الطُّلى … وردة ُ الخدَّينِ سوداءُ العقيقهْ

ولحاظُ المقلُ المرضى التي … تنصلُ اليومَ وتنبو بي علوقهْ

في ظلالٍ للصِّبا سابغة ٍ … وغصونُ للأماني وريقهْ

لو ثنى لي راجعاً منْ عطفهِ … لا ولكنْ ساعة ٌ منهُ أنيقهْ

زمنٌ أمكنني منْ رأسهِ … فتعسَّفتُ بهِ غيرُ الطَّريقهْ

لانَ في كفِّي فأرخيتُ لهُ … فمضى كالسَّهمِ لمْ أملكْ مروقهْ

إنْ يكنْ متعة َ دنيا فارقت … فعلي الشِّيمة َ نفسي والخليقهْ

لا يدي تعطي على الهونِ ولا … نخواتي بعصا الضِّيمِ مسوقهْ

أنا ذاكَ العضبُ لا تمنعهُ … فلّة َ التَّصميمِ في يومِ الحقيقهْ

وفُوى كفّي معقودٌ لها … بابنِ أيُّوبَ علاقاتٌ وثيقهْ

الفتى كلُّ الفتى إنْ خذلتْ … أختها الكفُّ وذمَّ السَّهمُ فوقهْ

وأخو الليلة ِ نهَّاضٌ إذا … استهبَّتهُ الملمَّاتُ للطَّروقهْ

لذْ بهِ واندبهُ للجلَّى ولا … تخشَ منْ غفلة ِ عذرٍ أنْ تعوقهْ

يخرجُ الصلَّ إلى حاجاتهِ … راقياً في كلِّ زلاَّءَ زليقهْ

وإذا رابتكَ منْ خلقِ أخٍ … هفوة ُ تخلطُ بالبرِّ عقوقهْ

فعليكَ السَّهلَ منْ أخلاقهِ … فتضوَّعَ مسكهُ واشربْ رحيقهْ

منْ رجالٍ سبقوا في مهلٍ … وخدانَ النَّجمِ سيراً وعنيقهْ

وانتضوا منْ طبعِ أيمانهمُ … كلَّ عضبٍ يأمنُ الجفنُ دلوقهْ

فقرٌ تحملها موقرة ً … صحفٌ لقحتها الدُّهمُ المليقهْ

كلَّ بيضاءَ سمينٌ متنها … ضمّنتها السِّحرَ هيفاءُ دقيقهْ

فإذا الأوجه غطَّتْ لونها … غبرة ٌ واستخلفَ الورسُ خلوقهْ

شهدَ الحربَ سفوراً منهمُ … غلمة ٌ تحتَ قتامِ النَّقعِ روقهْ

بأكفٍّ كاظِّبا مصقولة … ووجوهٍ كالدَّنانيرِ عتيقهْ

وإذا الليلة ُ ماتتْ نارها … واستلان الكلبُ بالأرضِ لصوقهْ

فطوى الرَّاعي على أضلاعهِ … كشحهُ واستعدتِ الشُّعرَ الحليقهْ

برزتَ تهفقُ في أبياتهمْ … كلُّ جوفاءَ منَ الشِّيزى عميقهْ

لا يبالي عاقرُ البدنِ لها … أيُّها الواجبة ُ الجنبِ الشَّريقهْ

نلتهمْ طولاً وزيِّدتَ فما … شقَّ نقعٌ لمْ تكنْ أنتَ سبوقهْ

طلبوا مثلكَ فاستنُّوا قرى ً … منْ أبانَ يستبيضونَ أنوقهْ

كنتَ فيهمْ واحدٌ ليسَ لهُ … منْ أخٍ لكنْ له الشَّمسُ شقيقهْ

كمْ لإسعادكَ عندي منْ يدٍ … سبغتَ ظلاًّ ووجهيْ والوديقهْ

ألحفتْ حاليَ منها نعمة ٌ … نعمة ُ المزنة ِ تنثوها الحديقهْ

لمْ يخرِّقْ زمني في جانبٍ … ليَ إلاَّ قمتَ نصَّاحاً خروقهْ

فخليلٌ فاسدق أصلحتهُ … وقريضٌ كاسدٌ نفَّقتَ سوقهْ

فابقَ لي ما هتفتْ باكية ٌ … شجوها أو حنَّ فخلٌ لطروقهْ

سامعاً كلَّ بعيدٍ صبتها … تنفضُ الأرضَ ولو كانتْ سحوقهْ

عبلة َ المعنى وإنْ صاغَ لها … طبعها للعربِ ألفاظاً رشيقهْ

ندعِ العرضَ إذا ديفتْ بهِ … عترة ً تنسبُ دارينَ فتيقهْ

يحملُ الثَّيروزُ منها تحفة ً … هي أنْ يحمدَ مهديها خليقهْ

فعلها في الوجهِ تبسطهُ … جذلاً والصَّدرُ أنْ تفرجَ ضيقهْ