يا داعياً نحو العلاءِ مُثَوِّباً – ابن الرومي

يا داعياً نحو العلاءِ مُثَوِّباً … لَبَّيك إن الحق أزهرُ أبلجُ

انشأت تنطق بالصواب ولم تزل … قِدْماً وسهمُك في الصواب الأفلجُ

فشكرتَ سيدنَا بفضله … ولقائِل الحق المبَيَّنِ منهجُ

ولئن نطقت بحكمة ٍ وبلاغة ٍ … ومن الكلام محقَّق ومُثبّجُ

فلقد وجدتَ لمن مدحت مآثراً … من مثلها يُبْنَى المديح وينسجُ

ما زال يلبس مذ تأَزَّر وارتدى … مِدَحاً تُحبَّر باسمه وتُدبَّجُ

ولَيُجزلن لك الثوابَ ولم يكن … لخليقة منه نَتيجُ مُخْدَجُ

وليقبلن صحيح وُدِّك إنه … لا يدفع الحسنى بما هو أسمجُ

وليشكرنك وهو أعلم عالم … أن المديح به ينير ويَبْهجُ

وبأن ما حَلَّيته من منطقٍ … حسنٍ فمن فَعلاته يُسْتنتجُ

فاعجب لشكر البحر إنْ حلَّيته … والحَلْيُ من بُطنانه يُستخرجُ

أَبشرْ أَجارك من زمانك ماجد … حبلُ الجوار لديه حبل مدمجُ

ما دون معروفِ العلاء وعفوهِ … عند الرجوع إليه باب مُرْتَجُ

إن العلاء لَمَاجِدٌ ولِمَاجِدٍ … من معشر طلبوا العلاء فأدلجوا

ملك إذا الكُرَب الشداد تظاهرت … فبوجهه وبرأيه تَتفرَّجُ

ممن إذا أبت الخطوبُ أو التوت … عاج الأبيُّ به وقام الأعوجُ

لا عيبَ في نُعماه إلا أنها … للخاطبين وغيرِهم تتبرّجُ

أو أنها تصفو لنا وتعمَّنا … حتى يُخَيَّل أننا نُسْتَدرَجُ

أضحى الملوك وهم مَجاز نحوه … للطالبين الخيرَ وهو مُعَرَّجُ