يا أبا الفضل كلما قلتَ شعراً – حيدر بن سليمان الحلي

يا أبا الفضل كلما قلتَ شعراً … فيه أودعتَ من بيانك سحرا

وإذا ما بعثتَ غائص فكرٍ … في بحور القريض أبرزتَ درّا

كم تعاطيتَ غاية ً جئتَ فيها … سابق الحلبتين نظماً ونثرا

لكَ حرٌّ من النظام رقيقٌ … ورقيق النظام ما كان حرّا

إن تصفحته تجد كل شطرٍ … فيه يحوي من المحاسن شطرا

لفِّ في نشره بديع القوافي … ببديع ترويه لفَّاً ونشرا

كلِمٌ كله سباثكَ تبرِ … ما سبكن الأفكار شرواه تبرا

صغته باهرَ المعاني فقلنا … إنَّ لله في معانيك سرا

قد تجلَّى بدر نظمك عصرٌ … جئتَ فرداً به فناهيك عصرا

وهدت قالة القريض نجومٌ … طلعت في سماء طرسك زُهرا

ذكرتنا «ذكرى حبيبٍ» فقلنا … إنَّ في هذه القوافي لذكرى

وسقتنا “غيث الوليد” فقلنا … أنت بالانسجام يا غيث أحرى

وتلت “مُعجزاً لأحمد” يدعو … مَن وعاه: آمنتُ سرّاً وجهرا

فاجتنينا للأُنس زهرة روضٍ … واجتلينا كالشمس عذراء بكرا

ينثني العقلُ حين تتلى كأنَّ الـ … ـلفظ كأسٌ والسمع يرتاح سكرا

فأرى “الخضر” أنت لكن لديه … «عين ماء الحياة » تنبع خمرا

هي آياتُ مرسلٍ بالقوافي … ربُها قد أحاط بالنظم خبرا

قد قرأنا عزائم الشعر منها … وسجدنا لله حمداً وشكرا