يا آل فِهرٍ أين ذاك الشبا – حيدر بن سليمان الحلي

يا آل فِهرٍ أين ذاك الشبا … ليست ضُباكِ اليوم تلك الضبا

للضيم أصبحت وشالَت ضُحى ً … نعامة العز بذاك الأبا

فلست بعد اليوم في حبوة … مثلُكِ بالأمس فحلّي الحُبا

فعزمُك انصبَّ على جمرِه … دم الطلى منك إلى أن خبا

ما بقيت فيكِ لمُستنهِض … بقيَّة ٌ للسيف تُدمي شَبا

ما الذل كل الذل يوماً سوى … طرحكِ أثقال الوغى لُغّبا

لا يُنبت العزَّ سوى مَربع … ليس به بَرق الضبا خُلَّبا

ولم يطأ عرش العلا راضياً … مَن لم يطأ شوكَ القنا مغضبا

حيَّ على الموتِ بني غالبٍ … أينَ الحفاظُ المرُّ أين الإبا

قُومي فأمّا أن تُجيلي على … أشلاء حرب خيلك الشزبا

أَو ترجعي بالموت محمولة ً … على العوالي أغلباً أغلبا

ماأنت للعلياء أو تقبلي … بالقُبِّ تنزو بكِ نزو الدبى

تقدمها من نقعها غبرة … تطبق المشرق والمغربا

يا فِئَة َ لم تدرِ غير الوَغى … أُمَّاً ولا غير المواضِي أبا

نومكِ تحت الضيم لا عن كرى ً … أسهر في الأجفان المر أين الأيا

أتشرق الشمس ولا عينها … بالنقع تعمى قبل أن تغربا

وهي لكم في السبي كم لاحظت … مصونة لم تبد قبل السبا

كيف بنات الوحي أعداؤكم … تدخل بالخيلِ عَليها الخِبا

ولم تَساقط قطعاً بيضكم … وسمرُكم لم تنتثر أكعُبا

فدمعُها لو لم يكن مُحرقاً … عاد به وجه الثرى حشاً الهبا

تنعى الألى سحب أياديهم … تستضحك العامَ إذا قطَّبا

تنعاهم عطشى ولكن لهم … جَداولُ البيض حلت مشربا

خُطَّت بأطرافِ العوالي لهم … مضاجعُ تسقى الدمَ الصيِّبا

سل بهم أما تسل كربلا … غذ واجهوا فيها البلا المكربا

دكوا رباها ثم قالوا: لها … وقد جثوا نحن مكان الربا

يا بأبي بالطف أشلاؤُها … تنعى بَها ليلاً تسلُّ الوغى

يا بأبي بالطف أوداجُها … للسيف أضحت مرتعاً مخصبا

يا بأبي بالطف أحشاؤها … عادت لأطراف القنا ملعبا