وُدِّي لِرِزْقَ اللّهِ وُدُ تَجِلَّةٍ – خليل مطران
وُدِّي لِرِزْقَ اللّهِ وُدُ تَجِلَّةٍ … لأَخٍ تَحَلَى بِالْكَمَالِ النَّادِرِ
وَهَوَايَ مِنْ قِدَمٍ لَهُ وَلآِلِهِ … مَا زَالَ أَوَّلَ عَهْدِهِ كَالآخِرِ
بَلْ زَادَهُ سِعَةً نَمُوُّ عَدِيدِهِمْ … فِي كَابِرٍ مُتَسَلْسِلٍ عَنْ كَابِرِ
وَكذاكَ يَزْكُو كُلمَا طَالَ الْمَدَى … بَيْنَ الأَحِبةِ كُلِّ حُبٍّ طَاهِرِ
يَا حَبَّذَا أبْنَاؤُهُ وَبَنَاتُهِ … مِنْ نُخْبَةٍ غُرُّ كَعِقْدِ جَوَاهِرِ
يَخْتَارُ مِنْهُ الْمَجْدُ كُلَّ فَرِيدَةٍ … لِتكونَ وَاسِطَةً لِعَقْدٍ فَاخِرِ
يَا مَحْفِلاً هُوَ لِلفُؤَادِ مَسَرَّةٌ … فِي لَيْلَةٍ هِيَ قُرَّةٌ لِلنَّاظِرِ
جَمَعَ الشَّتِيتَ مِنَ الْمَحَاسِنَ فِيهِمَا … مَا بَيْنَ زَهْرٍ تُجْتَلَى وَأَزَاهِرِ
أَكْرِمْ بِهِ مِنْ مُلْتقىً لَمْ يَغْشَهُ … إِلا كِرَامُ طَبَائِعٍ وَعَنَاصِرِ
بِزَفَافِ عَبْدِ اللّهِ كَمْ مِنْ غَافِرٍ … لِزَمَانِهِ ذَنْباً وَكمْ مِنْ شَاكِرِ
أُمْنِيةٌ لِلْوَالِدَيْنِ تَحَقَّقَتْ … بَعْدَ الدَّعَاءِ الصادِقِ الْمُتَوَاتِرِ
يَرَيَانِ وَالْمَأْثُورُ مَا يَرَيَانِهِ … إِن السَّعَادَة فِي الْقِرَانِ البَاكِرِ
زَيْنُ الشَّبَابِ النابِهِينَ فَتَاهُمَا … لُطْفاً وَإِيْناساً وَظَرْفَ بَوَادِرِ
وَتَأَلُّقاً فِي الْوَجِهِ تَمَّاماً بِمَا … تُخْفِي الطَّوِيةُ مِنْ نَقِيَّ سَرَائِرِ
وَذَكَاءِ فَنَّانٍ مُجِيدٍ بَارِعٍ … وَبَيَانِ نِحْرِيرٍ وفِطْنَةِ تاجِرِ
كَفِلتْ لَهُ عُقْبَى النَّجَاحِ المُرْتَجَى … أُولى التَّجَارِبِ فِي الشَّبَابِ النَّاضِرِ
أَمَّا الْعَرُوسُ ففِي حُلاَه زِينَة … توحِي فيَأْتِي الوَصْفُ عَفْوَ الخَاطِرِ
وَيَكَادُ شَاهِدُ حُسْنِهَا وَكَمَالِهَا … بِالشِّعْرِ يَنْطُقُ وَهْوَ لَيْسَ بِشَاعِرِ
زَكَّى سَجَايَاهَا الجَمِيلَةَ مَا تُرَى … مِنْ ذِلكَ الأَدَبِ الجَمِيلِ الوَافِرِ
أَصْلاَنِ مُفْتَرِقَانِ فِي رَوْضِ العُلَى … وَصَلَ الْهَوَى فرْعَيْهِما بِأَوَاصِرِ
سُبْحَانَ مَنْ بَرَأَ النَّفُوسَ وَمَنْ له … فِي الْخلقِ تَصرِيفِ العَزِيزِ القَادِرِ
مَا أَكْرَمَ النَّسَبَيْنِ حَينَ الْمُلْتَقَى … وَهُمَا مآثِرُ تَلْتقِي بِمَآثِرِ
فلْيهْنَإ الْمُتَعَاقِدَانِ وَيُرْزَقَا … حَظّاً يَدُومُ مِن السرُورِ الْحَاضِرِ