ويدك أيها البرق اللموع – عبدالغني النابلسي
ويدك أيها البرق اللموع … فإن غروب ضوئك لي طلوع
ترفرف لمحة وتغيب أخرى … فتعشقك الأماكن والربوع
ألا هل أنت بهجة وجه سلمى … بدت فتحير القلب الولوع
أم ابتسمت عشية ودعتنا … فجاد بكوننا الثغر المنوع
هي الأسماء من أسمى أصول … ونحن جميعنا عنها فروع
تميل فتثبت الأكوان عنها … وليس لهم إذا اعتدلت وقوع
وذا حكم الإرادة وهو شيء … تكون به المهابة والخشوع
وما أكواننا إلا ليال … وفيها أشرقت منك الشموع
وكل تجنب عنك التفات … إليك وكل إقبال رجوع
وجود واحد عنه تبدت … جموع واختفت فيه جموع
وتلك مراتب لا زال فيها … يكون له على الأبد الشروع
ملابس بهجة محض اعتبار … وفي حرب العداة هي الدروع
غدت منه له تبدو عليه … ويمحوها ويثبتها الخضوع
إذا ما شاء أشهدها أناسا … فكل بالسوى راض قنوع
وإن يشأ الشهود فلا سواه … وكان لنور طلعته سطوع