وملكني الصفات فكنت مثلا ألا فارجع إلى أصلِ الوجودِ – محيي الدين بن عربي
وملكني الصفات فكنت مثلا ألا فارجع إلى أصلِ الوجودِ … لما تدريه من كرمٍ وجودِ
لقد منَّ الإله على فؤادي … بما أعطاه في حالِ السجودِ
سجودُ القلبِ إنْ فكرتَ فيهِ … على التحقيقِ يوذنُ بالشهودِ
إلى الأبد الذي ما فيه حد … تعالى عن مصاحبة ِ الحدود
جهلتَ وما جحدتَ سبيلَ كوني … فإنَّ الأصلَ فيّ من الصعيد
صعدتُ بهِ إلى شرفِ المعالي … فانزلني إلى سعدِ السعود
وناداني وقد خلفت قومي … ورآئي بالمقرَّب والبعيد
وآثرتُ الجنابَ جنابَ ربي … فالحقني بمنزلة ِ العبيد
وملكني الصفات فكنت مثلا … ونزههُ عنْ المثلِ الوجودي
وأيُّ فضيلة ٍ أسنى وأعلى … يقاومُها بجناتِ الخلودِ
فضلتُ بها على الآباءِ حقاً … يقيناً صادقاً وعلى الجدودِ
وأعلمني المهيمنُ أنَّ جدي … من أكرم ما يكون من الجدود
سوى جدّ الإلهِ فقدْ تعالى … عنِ الكفوءِ المصاحبِ والوليدِ