ولاؤكَ أنفسُ ما يُذخرُ – حيدر بن سليمان الحلي

ولاؤكَ أنفسُ ما يُذخرُ … ومدحُك أطيبُ ما ينشرُ

وودُّك أيمنُ ما يقتنى … وضعُك أحسنُ ما يشكر

كبرت عن المثل، حتّى الزمان … بجنب علائك مُستصغر

فاطهرُ ما كان ماءُ السماءِ … وأنت ولكنَّك الأطهر

جرت والصَبا كرماً راحتا … ك، فأمطَرتا ما تُمطر

وناظرَ خلقُك زُهر الرياضِ … فأخجلَها إذ هو الأزهر

فيا مَن نشى والنُهى وارتبى … بحجر العُلى هو والمفخر

دعتك المكارمُ قبل الفِطام … لمّا عنه أشياخُها تَقصِر

وقالت: أعد فيَّ ليلَ الضيوفِ … بوجهك وهو لهم مُقمِر

وأكثر كما اشتهت المكرمات … ففاكهة ُ الكرمِ المكثر

فقُمت كما اقترحت بالذي … له صغَّر الخبرَ المخَبر

تحييِّ لك الوفد وجهاً أغرَّ … يكادُ لرقّته يقطِر

فلا يُحمد الوِردُ إلاّ لديك … إذا ذُمَّ من غيرك المَصدر

عجبتُ ولازال لي من نداك … وخُلقك يُظهر ما يبهر

فمعتصِرٌ ذا ولا يُسكر … وذا مُسكرٌ وهو لا يُعصر

فيا مَن تفرَّع من دوحة ٍ … بغيرِ المكارمِ لا تُثمر

تفيأت ظلَّك حيثُ الزمانُ … هجيرُ البلاءِ به يَسعَر

ونادمتُ أخلاقَك الزاهرات … كأَنّي في روضة ٍ أُحبر

وألقيتُ في آهلٍ من حِماك … عصى السيرِ أحمدُ ما أُبصر

بحيثُ أديمُ الثرى طيّبٌ … نديٌّ وروض النُهى يَزهر

وقلت لنفسي: بلغتِ المُنى … بلبثكِ حيثُ زكى العُنصر

به قد طرحت كبارَ الهُمومِ … ومنهُنَّ همَّتهُ أكبر

فكيف اعترَت عزمَه فترة ٌ … وما كنت أحسبُه يَفتِر

وعهدي به كنتُ ألقى الخطوب … على قِلَّتي وبه أُكثر

وبتُّ أراجع نفسي بذاك … وأنظرُ ماذا به تُخبِر

أذاكِرُها: هل أعدَّت سواك … فتخلفُ بالله ما تذكر

أبن لي فنفسيَ دون الوقوفِ … على واقعِ الأمرِ لا تصبرُّ