وقائمة قامت فقالت لنائح – الفرزدق

وَقَائِمَةٍ قَامَتْ، فَقالَتْ لِنَائِحٍ … تَفِيضُ بِعَيْنَيْهِ الدّمُوعُ السّوَاجِمُ:

لَقَدْ صَبَرَ الجَرّاحُ حتى مَشَتْ بِهِ … إلى رَحْمَةِ الله السّيُوفُ الصّوَارِمُ

فَأصْبَحَ في القَوْمِ الّذِينَ مُحَمّدٌ … أخُوهُمْ، وَمَن يَلْحَقْ بهم فهوَ سالمُ

جُزُوا بالسّرِيرَاتِ التي في قُلُوبِهِمْ، … جَزَاهُمْ بهَا مُحْصِي السّرَائِرِ عالمُ

إلى الغُرْفَة العُلْيَا رَفِيقُ مُحَمّدٍ … مُقِيماً، وَلا مِنْهَا هُوَ الدّهَر رَائِمُ

لِتَبْكِ عَلى الجَرّاحِ خَيْلُ إغَارَةٍ، … وَيَوْمٌ تُرَى فيه النّجُومُ التّوَائِمُ

فَلِلّهِ أرْضٌ قَدْ أجَنّتْ يَمِينَهُ، … وَكَانَ بهَا يُنْكَى العَدُوُّ المُرَاجِمُ

فَلَوْ تَعْلَمُ الأنْعَامُ شَيْئاً بَكَيْنَهُ، … وَكَانَ على الجَرّاحِ تَبكي البَهائِمُ