وعذب المقبل والمبتسم – الخُبز أَرزي

وعذب المقبَّل والمبتسمْ … لذيذ المراشف والملتَثَمْ

فتىً هو في حُسنه أُمَّةٌ … تحكِّمه في جميع الأمَم

فأحسب عُبّاد أصنامهم … رأوها بصورة هذا الصنم

بطرفٍ يصحُّ له سحرُه … إذا كان صحَّتُهُ من سقم

وخصرٍ تظلُّمُه يُشتَهى … وردفٍ يُحَبُّ لما قد ظلم

مصون تجنَّبتُ في حُبِّه … جميعَ الفواحش إلا اللمم

تقاضيتُه الوصلَ في خلسةٍ … بلطف الإشارات لا بالكلم

فتقطيبُ حاجبه قال لا … وفترة أجفانه إي نعم

فلم أرَ أحسنَ من لحظةٍ … تطعَّمتُ فيها سرورَ النِّعَم

وأحلى المنى عممان الهوى … إذا ما اختُلسنَ خلال البُهم

ونحن معاشر أهل الهوى … جوارحه كطراف الخدم

فمن دام بالعهد دُمنا له … ونستودع الله مَن لم يَدم

رأيت غنى النفس خيرَ الغنى … كذا عدم الصبر شر‍ العَدَم

وخير الأخلاء مَن إن رأى … جميلاً أشاعَ وعيباً كتم

أرى ابنَ عتيقٍ عتيقَ النِّجارِ … كريمَ الطِّباع حميد الشِّيَم

تقدَّم في أمر طُلابه … تَقَدُّمَ آبائه في القِدَم

عليه يُعَوَّل عند الخطوب … وفي النائبات به يُعتَصَم

وفي المُشكِلات قريب الخُطا … وفي المكرمات بعيد الهِمَم

أبا عُمَرٍ عمرت ساحَتاكَ … بغوث اللَّهيف ورعي الذِّمَم

ولي حاجة لم أُطِق بَثَّها … حياءً وقد أخذت بالكَظَم

أهابك فيها لأن الكريم … يُهاب وإن كان لا يُحتَشَم

لساني تلجلج عن حاجتي … فترجمتُها بلسان القلم

وبِشركَ بشرّني بالمنى … وحُسنُ اللقاء افتتاحُ الكرَم

وقد جَدَّ عزمي على رحلةٍ … أُجدِّد فيها صلات الرَّحِم

فأتمِم أياديك في رحلتي … فحقُّ أياديك أن تستتمّ

فرفدُك جارٍ على مَن أقامَ … وبرُّك زادٌ لمَن لم يُقِم

وفي ابنك جودٌ وتوفيقُه … ليتلو أباه على ما رسم

إذا كان بدرُ الدجى مشرقاً … فلن يُستضاء بنجمٍ نجم

وحُسناك تكسوك حُسنَ الثنا … ونُعماك تُبقي عليك النِّعَم