ورثتُ محمداً فورثتُ كلاًّ – محيي الدين بن عربي

ورثتُ محمداً فورثتُ كلاًّ … ولوغيراً ورثتُ ورثتُ جزءاً

حصلتُ على معارفَ مفردات ٍ … ولم أر لي بعلمِ الله كفؤا

لذلك ما اتخذت كلام ربي … ولا آياتِهِ إذْ جئنَ هُزؤاً

فاقبلتِ النفوسُ إليّ عددا … وقد أنشأتُها للعينِ نشأ

لقد أخرجت من فلك وأرض … من العلم الإلهي لهنَّ خبأ

ولولانا لكانَ الخلقُ عمياً … وبُكماً دائماً عوداً وبدءا

بنا فتح الإله عيونَ قومٍ … قربن ومن نأى منهنّ ينأى

وورثناهمُ بالعلم فضلاً … فكانوا زينة ً خلقاً ومرأى

وكنّا في المصيفِ لهمْ نسيماً … كما كنَّا لهمْ في البردِ دفأ

وضعنْا عن ظهورِ القومِ إصراً … وما حملتْ ظهورُ القوم عبأ

لأنِّي رحمة ٌ نزلتْ عليهمْ … كآنية بماء الغيثِ ملأى

فأروينا نفوساً عاطشاتٍ … فلم تر بعد هذا الشربِ ظمأى