وراءكِ اليوم عن لهوى وعن طرَبى – حيدر بن سليمان الحلي
وراءكِ اليوم عن لهوى وعن طرَبى … فإن قلبي أمسى كعبة َ النوبِ
لا تطمعي في وصالى إنَّ لي كبداً … تهوى وصال العلى لا الخُرَّد العرُب
أبعدَ حفظى لأسباب العلى زمناً … أضيعها لك بين اللهو واللعب
ما بتُّ مستمطراً من مقلتي جزعاً … نوء المدامع بين النؤى والطنب
قدحُ الأسى البرق والرعد الحنين وأنـ … ـفاسي الجنوبُ ودمعي ديمة ُ
ولا صبا أبداً قلبي لغانية ٍ … إذ ليس في حُسنها شغلي ولا أربي
في السُمر لا السُمر معقودٌ هوايَ وللـ … ـبيض الظُبا ليس للبيض الظِبا طَربى
وما عشقتُ سوى بكر العلى أبداً … ولستُ أخطبها إلا بذي شُطَب
وطالما صرفُ هذا الدهر قلَّبني … فلم يكن لسوى العلياء منقلبى
ما ضرَّني بين قومٍ خفضَ منزلتي … ومنزلي فوق هام السبعة الشُهب
وحسب نفسي وإن أصبحت ذا عُدُمٍ … من ثروة ٍ أنني مُثرٍ من الأدب
ولست آسى على عُمرٍ أطايبه … أنفقتها في ابتغاء المجد في الكَرب
يأسى على العمر من باتت تقلّبهُ … في مطرح الذل كفُّ الخوف والرهب
لم يسرق الدهرُ لي فضلاً ولا شرفاً … وما ادَّعائي العلى والمجد بالكذب
وإنها لمساعٍ لا نظير لها … ورثتها عن أبِ من هاشم فأب
من معشرٍ عقدوا قِدماً مآزرهم … على العفاف وكانوا أنجب العَرب
والأرض لم تبقَ منها بقعة ً أبداً … إلا سقوها برقراق الدم السرب