وحقِّ الهوى ما حلتُ يوماً عن الهوَى ، – صفي الدين الحلي

وحقِّ الهوى ما حلتُ يوماً عن الهوَى ، … ولكنّ نجمي في المحبة قد هوى

وما كنتُ أرجو وصلَ من قتليَ نوَى ، … وأضنى فؤادي بالقَطيعَة ِ والنّوَى

لَيسَ في الهَوَى عَجَبُ، … إنْ أصابَني النّصَبُ

حامِلُ الهَوَى تَعِبُ، … يستفزهُ الطربُ

أخو الحبّ لا ينفكّ صباً متيمَا، … غَريقَ دُموعٍ قلبُهُ يَشتكي الظّمَا

لفَرطِ البُكا قد صارَ جِلداً وأعظُمَا، … فلا عَجَبٌ أن يَمزُج الدّمعَ بالدِّمَما

الغرامُ أنحَلَه، … إذا أصابَ مقتلَه

إنْ بكى يحقّ له، … ليسَ ما بهِ لعبُ

ألا قل لذاتِ الخالِ يا ربة َ الذَّكا، … ومن بيضاءٍ الوجهِ فاقتْ على ذُكَا

شكَوتُ غَرامي لو رَثَيتِ لمَن شَكَا، … وأطلَقتِ دمعي لو شفى الدّمعُ من بكَى

فانثَنَيتِ ساهيَة ً، … والقلوبُ واهية ً

تضحكينَ لاهية ً … والمحبُّ ينتحبُ

أسرتِ فؤادي حينَ أطلقتِ عبرتي، … وبدلتني من منيتي بمنيتي

ولمّا رأيتِ السّقمَ أنحَلَ مُهجَتي، … تَعَجّبتِ من سُقمي وانكَرتِ قتلتي

صرتِ إنْ بدا ألمي، … عندَما أرَقتِ دَمي

تَعجَبينَ من سَقَمي، … صحّتي هيَ العَجَبُ

تحجبتِ عن عيني، فأيقنتُ الشقا، … وآيسني فرطُ الحجابِ من البقا

فلمّا أمطتُ السترَ وارتحتُ باللقَا، … غضبتِ بلا ذنبٍ وعاودتي لقا

حينَ تُرفَعُ الحُجُبُ، … منكَ يَصدُرُ الغَضَبُ

كلّما انقضَى سببُ … منكِ عادَني سَبَبُ