وجودي وجودُ العارفينَ لأنهمْ – محيي الدين بن عربي

وجودي وجودُ العارفينَ لأنهمْ … كمثلِ الذي أشهدته أشهد واحقا

فعينهمُ عيني ولستُ سوى لهم … ولوْ أطلقوا جمعاً ولو أطلقوا فرقا

وكونهُمُ كونَ الإلهِ كما أنا … فقلْ إنْ تشا حقاً وقلْ إنْ تشا خلقا

كزيتونة قامت على ساقِ موجدي … فما هي في غربٍ ولا رأتِ الشرقا

تعالتْ عن الأرواحِ لا ميلَ عندها … ويمطرها السحب الذي يُخرجُ الودقا

فمنها بدا إلى ساق حرٍّ كما بدتْ … لعيني منها المطوقة ُ الورقا

فعاينتُ آحاداً ولمْ أرَ كثرة ً … وقد قلت فيما قلته الحقَّ والصدقا

ونظمت أبياتاً من الشعر فيهما … وما كان نطقي بل هما عينا النطقا

سواسية ٌ أسنانُ مشطٍ تراهمُ … وهمْ في سفالِ جاوزوا الدوحَ والأفقا

لهمْ حركاتٌ في سكونٍ قصنعهمْ … صنيعُ الذي من أجلهِ أوجدوا الفرقا

فيفعلُ بالشكلِ المعينِ وضعهُ … لذاك تراه يحفظ الرتق والفتقا