هَلْ لِشعْري وَأَنْتَ منْهُ مُرَادي – خليل مطران

هَلْ لِشعْري وَأَنْتَ منْهُ مُرَادي … وَصْفُ حَالَيْكَ منْ عَلَى وَانْفرَاد

كُلُّ مَدْحٍ أَرَاهُ فيكَ قَليلاً … وَكَثيرٌ مَا يَقْتَضيني فُؤادي

خطَّةُ غَيْر بَالغٍ كل جَهْدي … بَعْضُ شَيءٍ منْ شَوْطهَا اعْتمَادي

فَلْيَكُنْ منْ تَمَام جَوْدكَ عُذْري … فَقَبُولُ الأَعْذَار شَأْنُ الجَّوَّاد

أَيُّهَا الحاَفظُ الأَمينُ بحَقٍّ … للمَعَالي منْ طَارقَ وَتَلاَد

قَدْ وَفَدْنَا حُجيجُ أَكْرَمَ بَيْتٍ … وَاعْتَمَرْنَا نُؤُمُ أَشْرَف نَاد

لاَ يَقْصدُ البِنَّاءِ فَخْماً وَلاَ … الزِّينَةَ أَبْهَى مَا جَوَّدَتْهَا الأَيَادي

لاَ وَلاَ الْمَجْدُ بَاقياً عَنْ كبَار … من كرام الآبَاءِ وَالأَجْدَاد

إِنَّمَا شَاقَنَا لقَاءُ المَعَالي … وَالمُرُوءَاتُ وَالنَّدَى وَالأَيَادي

في فَتىً حَازمٍ جَريءٍ هُمَامٍ … ثَابتِ العَهْد صَادق الْميعَادِ

تقفُ لَوْ هَزَّهُ الخَطْبُ يَوْماً … هَزَ لدْناً منَ القَنا المَياد

رَاسخِ العَزْم في كفاح الليَالي … بَاسمِ الوَجْه في قُطُوب الْعَوَادي

مُؤمل المُسْتَجير كهْف اليَتامَى … وَالأْيَامي مَنارَة الرُّوَّاد

حَيْثُمَا تَدْعُهُ الدِّيَارُ بحسْنها … صَوْتُ حَقِّ منْهُ وَسَيْفُ جَلاَّد

وَيَجْبها رَأْيٌ يُزلُ عَدَاهَا … رُبَّ رَأْيٍ أَغْزَى منَ الأجْناد

أَيُّ كَفيلٍ أَعْمَى إِذَا قيلَ مَنْ … فِي الْقَوْم يَومَ الَّذي وَيَومَ التَّنَاد

بَعْضُ تلْكَ الخلاَل في نَفَرٍ مَهْ … مَا يُقلوا كفَايَةً للْبلاَد

وَبهَا يَدْركُ المَقَامَ الْمُعَلَّى … مَنْ بكَ أَتَمَّ عَنْ هُدَى وَرَشَاد

تلْكَ حَسْب الفَتَى مَقَاماً وَبَيْتاً … وَحَديثاً يَبْقَى عَلَى الابَاد

عشْ طَويلاً في غبْطة وَصَفاءٍ … سَالماً نَاعماً رَفيع العماد

وَلْيَزنْ صَدْركَ الرَّحيب وَسَامٌ … بَاتَ فيه وَقَدْرُهُ في ازْدياد

فَاقَ أَنْدَادَهُ وَتَاهَ عَلَيْهُمْ … إِذْ تَلَقَّاهُ فاقدُ الأَنْدَاد

نعْمَ المَالكينَ لاَ فَرْقَ فيهَا … غَيْرَ أَنَّ الفُروقَ في الأَفْرَاد