هَذِي رُؤُوسُ الْقِمَمِ الشِّمَّاءِ – خليل مطران

هَذِي رُؤُوسُ الْقِمَمِ الشِّمَّاءِ … نَوَاهِضاً بِالْقُبَّةِ الزَّرْقَاءِ

نَوَاصِعُ الْعَمَائِمِ البَيْضَاءِ … رَوَائِعَ المَنَاطِقِ الْخضْرَاءِ

يَا حُسْنَ هَذِي الرَّمْلَةِ الوَعْسَاءِ … وَهَذِهِ الأَوْدِيَةِ الْغَنَّاءِ

وَهَذِهِ المَنَازِلِ الْحَمْرَاءِ … رَاقيةْ مَعَارِجَ العَلاَءِ

وَهَذِهِ الْخُطُوطِ فِي البَيْدَاءِ … كَأَنَّهَا أَسِرَّةُ العَذْرَاءِ

وَذلِكَ التَّدْبِيجِ فِي الصَّحْرَاءِ … مِنْ كُلِّ رَسْمٍ بَاهِرٍ لِلرَّائي

وهَذِهِ الِميَاهِ فِي الصَّفَاءِ … آناً وَفِي الإِزْبَادِ وَالإِرْغَاءِ

تَنْسَابُ فِي الرَّوْضِ عَلَى الْتِوَاءِ … خَفيَّةً ظَاهِرَةَ الَّلأْلاَءِ

وَنَسَمٍ قَوَاتِلٍ لِلدَّاءِ … يَشْفِينَ كُلَّ فَاقِدِ الشِّفَاءِ

وَمَعْشَرٍ كَأنْجُمِ الْجَوْزَاءِ … يَلْتَمِسُونَ سُتْرَةَ المسَاءِ

فِي مَلْعَبٍ لِلطِّيبِ وَالْهَوَاءِ … وَمَرْتَعٍ لِلنَّفْسِ وَالأَهْوَاءِ

وَمَبْعَثٍ لِلفِكْرِ وَالذَّكَاءِ … وَمُنْتَدىً لِلشِعْرِ وَالغِنَاءِ

يَا وَطَناً نَفْدِيهِ بِالدِّمَاءِ … وَالأَنْفُسِ الصَّادِقَةِ الْوَلاَءِ

مَا أسْعَدَ الظَّافِرَ بِاللِّقَاءِ … وَالقُرْبِ بِعْدَ الهَجْرِ وَالْجَلاَءِ

إِنْ أَكْ بَاكِياً مِنَ السَّرَّاءِ … فَإِنَّ طُولَ الشَّوْقِ فِي التَّنَائِي