هي الحماية هب اليوم داعيها – أحمد محرم

هي الحماية هب اليوم داعيها … ردوا الأكف وصدوا عن مخازيها

لا تجعلوا النيل صيداً في مخالبها … فالويل للنيل إن هاجت ضواريها

تكشفت غمرات الروع وانحسرت … غارات كل رحيب الدرع ضافيها

ما زالت الحرب حتى ارتد قائدها … وانصاع في السلب المبتز غازيها

الخيل تجمح والأبطال مدبرة ٌ … فوضى يحيد عن الداعين ناجيها

ولهى من الذعر يدعو في أواخرها … سعدٌ وتدعو على سعدٍ أواليها

ما كان بالقائد الميمون طالعه … لو استبان سبيل الرشد غاويها

لئن دعاها إلى الطغيان آمرها … لقد نهاها عن الطاغوت ناهيها

ما أظلم القوم يجزون البلاد أذى … وهي الحياة وما تسدي جوازيها

يا سعد إن عقوق النفس مهلكة ٌ … فاستبق نفسك واحذر بطش باريها

لا يفلح المرء ينفي النصح مسمعه … إذا دعا جامح الأقوام داعيها

ولن ترى ماكراً يخفي سريرته … يبغى النكيثة إلا سوف يبديها

أكلما قلت قول الصدق أنكرني … شعبٌ يرى الصدق تضليلاً وتمويها

ألوم سعداً وما يألوه تكرمه … وكلما زدت لوماً زاد تنزيها

لولا الكنانة أحميها وتمنعني … طاح الحمام بنفسٍ جد راميها

أحببتها حب مشغوفٍ بحاضرها … وبالغد الحر مفتونٍ بماضيها

والحب في شرعة الأقوام مهزلة ٌ … يشجيك ضاحكها طوراً وباكيها

رواية ٌ صاغها سعدٌ وزينها … من صحبه الصيد للأطفال راويها

برئت من كل خداعٍ لإمته … يساوم الخصم إن جد الردى فيها

إذا نجا لم يرعه هول مصرعها … وإن شدا لم يزعه صوت ناعيها