هيْهَاتَ، لَيْسَ لِحافِظٍ مِنْ مُشْبِهٍ – محمود سامي البارودي
هيْهَاتَ، لَيْسَ لِحافِظٍ مِنْ مُشْبِهٍ … فى القولِ غيرُ سَميِّهِ الشيرازى
جَارَاهُ في حُسْنِ الْبيَانِ، وَفَاتَهُ … فى المَنطِقِ العَربى ِّ بالإعجازِ
لَبِقٌ بِتَصْرِيفِ الْكَلاَمِ يَسُوقُهُ … ما شاءَ بينَ سُهولة ٍ وعَزازِ
فَإِذَا تَغَزَّلَ فَالنُّفُوسُ نَوَازِعٌ … وإذا تَحَمَّسَ فالقلوبُ نوازى
كَالصَّارِمِ الْبَتَّارِ في إِفْرِنْدِهِ … وصِقالهِ ، والمارنِ الهزهازِ
حَاكَ الْقَرِيضَ بِلَهْجَة ٍ عَرَبِيَّة ِ … أَغْنَتْ عَنِ الإِسْهَابِ بِالإِيجازِ
ألفاظُها نمَّت على ما تَحتها … وَصُدُورُهَا دَلَّتْ عَلَى الأَعْجَاز
فإذا تلاها قارئٌ لم يَشتَبِه … فى القولِ بينَ حقيقة ٍ ومَجازِ
عبَقت كأنفاسِ النَسيمِ تَعلَّقت … بِالرَّوضِ غِبَّ الْعَارِضِ الْمُجْتَازِ
قد كانَ جيدُ القَولِ عُطلاً قبلهُ … فَحباهُ أحسنَ حِلية ٍ وطِرازِ
مَلَكَتْ مَوَدَّتُهُ الْقُلُوبَ، فَأَصْبَحَتْ … تَلقاهُ بالتوقيرِ والإعزازِ
لاَ زَالَ يَبْلُغُ شَأْوَ كُلِّ فَضِيلَة ٍ … بِمضاءِ صَمصامٍ ، وصولة ِ بازِ