هيهاتَ هيهاتَ لما توعدونْ – محيي الدين بن عربي
هيهاتَ هيهاتَ لما توعدونْ … من قيل فيهم في لظى مبلسون
حالَ إله الخلق ما بينهم … وبينهُ شرعاً فلا يرحمونْ
إنَّ على أبصارِهم غشوة ٌ … من ظلمة الجهلِ فلا يبصرون
قد علموا الأمر فأنساهمُ … فلم يجيبوا وأبوا يسمعون
فلتأتهمْ ساعتهمْ بغتة ً … من عنده بكلِّ ما يكرهون
تأخذهم منه على غفلة … في حالِ تفريطٍ ولا يشعرونْ
قدْ لعموا الأمرَ فأنساهمُ … أنفسهم سكراً ولا يعلمون
لا يُسأل الله عن أفعاله … بهمْ كما جاءَ وهمْ يسألونْ
قد قيل فيهم وقفوهم يروا … هذا الذي كانوا بهِ يفتنونْ
قدْ قصلَ اللهُ لهمْ مالهمْ … وما عليهم في الذي يقرأون
جاءتْ بهِ الأرسالُ منْ عندهِ … مبشرينَ وبهِ منذرونْ
قالَ لهمْ خيالهمْ حكمنا … اللغوُ فيهِ فعسى تغلبونْ
عاد عليهم حسرة لغوهم … فيه فكانوا في الورى خاسرين
فأعرضَ اللهُ وأرسالهُ … لما تولوا عنهمُ معرضين