هو طِرسٌ أم خدُّ عذراء تُجلى – حيدر بن سليمان الحلي
هو طِرسٌ أم خدُّ عذراء تُجلى … خطَّ فيها الإبداعُ ما كان أملي
وسطورٌ تلألأت أم ثغورٌ … من غوانٍ يبسمن زهواً ودلاّ
بل كتابٌ «محمدٌ» جاء فيه … بلسان الإعجاز في الناس يُتلى
لا تُشبّه عقوده بفصولٍ … ناعماتُ الصبا به تتحلَّى
فمن الدرّ نظم كلٍ ولكن … درّ هذي الفصول أحلى وأعلى
إن تصفّحته بعقلٍ تجده … كيف يهدي لمن تفهّم عقلا
يا صناع اليراع بل يا إمام الـ … ـحرمين استطل على الناس فضلا
إنَّ من بعض ما بنانك خطّتـ … ـه كتاباً حوى المحاسن كلا
ولدته رويّة لك يقظى … إنها لم يلد لها الدهرُ مثلا
غير بدعٍِ إذا تحلّى به العصرُ … فأنت السيفُ الصقيل المحلَى
بل ذكاء الهدى واقسمُ حقاً … بنهارٍ للفضل منك تجلّى
إن هذا الكتاب روض فنونٍ … يجتنى مثمراً كناناً ونبلا
ظلُّ أوراقه النهى فتصفحـ … ـنا عليها منثور لفظك طلاّ
فنظمنا له وقد راق حسناً … عقد مدحٍ وكان للمدح أهلا
فشممنا ريحانة النُقل منه … وهجرنا سواه إذ كان بقلا