هو الدهرُ آتيكَ أو ذاهبُ – مصطفى صادق الرافعي

هو الدهرُ آتيكَ أو ذاهبُ … وصادِقُكَ الوعد أو كاذبُ

فدعهُ كما شاءَ من ذا ترى … يجدُّ ومن حولهُ لاعبُ

وإن كنتَ في أملٍ فاقتصدْ … فمعطي النفوس هو السالبُ

لقد علمتني تجاريبُها … بأن القنوعَ هو الواجبُ

فدعني بربكَ لاتسقني … فإن التمني لها صاحبُ

وإما أبيت فمهلاً إذاً … أنا ذلكَ الملكُ العاصبُ

ولي الأرضُ مشرقُها والمغيب … هنا جانبٌ وهنا جانبُ

فهاكَ وهاتِ وخلِّ الأنام … يحجبهم عنيَ الحاجبُ

إذا ما شربنا أرى الأرض تمشي … وكل امرىءٍ فوقها راكبُ

طرحنا غمامَ الأسى للسماءِ … فرأس السماء به شائبُ

ومن عَنتِ الراحِ تدني المنى … وتحضرها وأنا غائبُ

لها رقةٌ كدبيبِ الكرى … فلا غروَ أن يحلمَ الشاربُ