هنيئاً لأهلِ الشرقِ من حضرة ِ القدسِ – محيي الدين بن عربي
هنيئاً لأهلِ الشرقِ من حضرة ِ القدسِ … بشمسٍ جلتْ أنوارُها ظلمة َ الرمسِ
وجلتْ عن التشبيهِ فهيَ فريدة ٌ … فليستْ بفصلٍ في الحدودِ ولا جنسِ
ويدركُ منها في الكمالِ وجودُنا … كما يدرك الخفاشُ منْ باهرِ الشمسِ
فللهِ من نورٍ أتتهُ رسالة ٌ … تصانُ عنْ التخمينِ والظنِّ والحدسِ
أتانا بها والقلبُ ظمآنُ تائهٌ … إلى المنظرِ الأعلى إلى حضرة ِ القدسِ
فجاء ولم يحفل بيوت كثيرة … فخاطبها منْ حضرة ِ النعلِ والكرسي
أنا البعلُ والعرسُ الكريمُ رسالتي … فبورك من بعلٍ وبورك من عِرس
غرستُ لكم غصن الأمانة يانعاً … وإني لجانٍ بعدهُ ثمرَ الغرسِ
تولعتُ بالتبليغِ لمَّا تبينتُ … أمورَ ترقيني عنِ الأنسِ والإنسِ
ورحتُ وقدْ أبدتْ بروقي وميضها … وجزتُ بحار الغيب في مركب الحس
ونمتُ وما نامتُ جفونيَ غدية ً … وتهتُ بلا تيهٍ عنِ الجنِّ والإنسِ
فيا نفسُ بذا الحقِّ لاحَ وجودُهُ … فإيّاكِ والإنكار يا نفس يا نفسي
فعني فتش في تلقان في أنا … أنا في أنا إني أنا في أنا نفسي