هل من فتى ً يَنشدُ قَلبى مَعى – محمود سامي البارودي

هل من فتى ً يَنشدُ قَلبى مَعى … بَيْنَ خُدُورِ الْعِينِ بِالأَجْرَعِ؟

كانَ مَعِى ، ثُمَّ دعاهُ الهوى َ … فَمَرَّ بِالْحَيِّ، ولم يَرْجعِ

فهل إذا ناديتُهُ باسمهِ … يُفِيقُ مِنْ سَكْرَتِهِ أَوْ يَعِي؟

هَيهاتَ يَلقى رَشداً بعدَ ما … أغواهُ لَحظُ الرشإ الأتلعِ

فيا دُموعَ القطرِ سِيلى دماً … وَيَا بَنَاتِ الأَيْكِ نُوحِي مَعِي

وَأَنْتِ يَا نَسْمَة َ وَادِي الْغَضَى … مُرِّي بِرَيَّاكِ عَلَى مَرْبَعِي

وَأَنْتِ يَا عُصْفُورَة َ الْمُنْحَنَى … بِاللَّهِ غَنِّي طَرَباً، وَاسْجَعِي

وَأَنْتِ يَا عَيْنُ إِذَا لَمْ تَفِي … بِذِمَّة ِ الدَّمْعِ، فَلاَ تَهْجَعِي

صَبَابَة ٌ أَغْرَتْ عَلَيَّ الأَسَى … ودَلَّتِ السُهدَ على مَضجَعى

ويْلاَهُ مِنْ نارِ الْهَوَى إِنَّهَا … لَوْلاَ دُمُوعِي أَحْرَقَتْ أَضْلُعِي

أبيتُ أرعَى النَجمَ فى سُدفة ٍ … ضلَّ بِها الصُبحُ ، فلَمْ يَطلُعِ

لاأهتدى فيها إلى حِيلة ٍ … تَقى حَياتى من يَدَى ْ مَصرَعى

طَوراً أُدارى لَوعَتى بِالمُنى … وَتَارَة ً يَغْلِبُنِي مَدْمَعِي

فهَل إلى الأشواقِ من غاية ٍ ؟ … أم هل إلى الأوطانِ من مَرجع ِ؟

لا تأسَ يا قلبُ على ما مَضى … لابُدَّ لِلمحنَة ِ مِنْ مَقطَعِ