هل عند هذا الطلل الماحلِ – مهيار الديلمي

هل عند هذا الطلل الماحلِ … من جلدٍ يجدي على سائل

أصمُّ بل يسمع لكنه … من البلى في شغل شاغلِ

وقفتُ فيه شبحا ماثلا … مرتفدا من شبح ماثلِ

ولا ترى أعجبَ من ناحلٍ … يشكو ضنا الجسم إلى ناحلِ

لهفكِ يا دارُ ولهفي على … قطنيك المحتمل الزائلِ

قلبيَ للأحزان بعد النوى … وأنتِ للسافي وللناخلِ

مثلكِ في السقم ولي فضلة ٌ … بالعقل والبلوى على العاقلِ

يا أهلَ نعمانَ اسمعوا دعوة ً … إن أسمعتكم من لوى عاقلِ

هل زورة ٌ تمتعنا منكمُ … وهناً بميعاد الكرى الباطلِ

أم هل لجسمٍ قاطنٍ أن يرى … عودة َ قلبٍ معكمْ راحلِ

قد وصلتْ فانتظمتْ أضلعي … سهامُ ذاك الهاجرِ الواصلِ

رمى فأصماني على بابلِ … مقرطسٌ لا شلَّ من نابلِ

ألحاظه السحرُ وألفاظه الس … كر وهذا لكمن بابلِ

ردُّوا ولو يوما ولو ساعة ً … على الغضا من عيشنا الزائلِ

لي ذلة ُ السائلِ ما بينكم … فلا تفتكم عزة ُ الباذلِ

أفقرني الحبُّ إلى نيلكم … ولم أكن أرغبُ في النائلِ

لا أسألُ الأجوادَ ما عندهم … وأجتدي منكم ندى الباخلِ

ولا يرى المنجزُ عطفي له … وجهي وأرجو عدة َ الماطلِ

لم تغمز الأطماعُ لي جانبا … ولا أمالت منّة ٌ كاهلي

نغَّصَ عندي العرف أني أرى … طولَ يد المعطى على القابلِ

جرّبتُ أقسامي فما أشبه ال … جائر من حظِّي بالعادلِ

آليتُ لا أحملُ فرضَ العلا … ونفلها إلاّ على حاملِ

ممن يرى أن التماسَ الغنى … يدٌ على المأمول للآملِ

سهلٌ على العابثِ في ماله … وإن طغى صعبٌ على العاذلِ

من طينة ٍ في المجد مجبولة ٍ … تبعثُ طيباً كرمَ الجابلِ

لاطفتِ الأرضَ بها مزنة ٌ … تصفَّقتْ من مائها الهاطلِ

واستودعتها من قراراتها … حمى ً على الشارب والغاسلِ

أو درّة جاد بها بحرها … عفوا فألقاها على الساحلِ

شقَّ بها عبد الرحيم الثرى … عن كوكبٍ أو قمرٍ كاملِ

فانتشرتْ تملأ عرضَ الفلا … بورك في النسلِ وفي الناسلِ

قومٌ إذا شدّوا الحبى وانتموا … شقُّوا على النابهِ والخاملِ

فطامنتْ شهبُ الدراري لهم … تطامنَ المفضولِ للفاضل

أو ركبوا جريا إلى معشرٍ … تبادروا بالقدرِ النازلِ

يزهى بأن لامسَ أيمانهم … ما هزَّ من نصلٍ ومن ذابلِ

ويستطيل القرنُ لاقى الردى … بهم وما في الموت من طائلِ

فيشرفُ السيفُ بمن شامه … ويفخرُ المقتولُ بالقاتلِ

والناس إما طالبٌ جودهم … أو هاربٌ ما هو بالوائلِ

تكسر بالخارج أيديهم … وتفتحُ الأرزاقَ بالداخلِ

كم أصلحوا الفاسدَ من دهرهم … وقوَّموا المائدَ بالعادلِ

واحتكموا بالعدل في دولة ٍ … تحكُّمَ الحقِّ على الباطلِ

مفوِّضُ الملك إلى غيرهم … معزِّبٌ في النَّعمِ الهاملِ

دافعتُ دهري خائفاً منهمُ … بناصرٍ في الزمن الخاذلِ

وشدَّ ظهري من عليٍّ فتى … لم أستند منه إلى مائلِ

إلى زعيم الدين خضنا بها … غمار تيهِ البلدِ الماحلِ

كلّ فتاة ٍ جائلٍ نسعها … على عسيبٍ في الفلا جائلِ

تلاعب الأرضَ حساً أو زكاً … قدحين بالخافضِ والشائلِ

تحملُ أشباحا خفافا وآ … مالا ثقيلاتٍ على الناقلِ

فوقَ حواياها وأعجازها … من اسمه وسمٌ على القافلِ

حتى أنخنا بربيع المنى الز … اكي وربعِ الكرمِ الآهلِ

فكان لا خوفَ على الآمن ال … جار ولا حرمانَ للسائلِ

على يدٍ تهزأ في جامد ال … عام بماءِ المزنة ِ السائلِ

وغرَّة ٍ تخلقَ في سنَّة ال … بدر خشوعَ الغائرِ الآفلِ

يقدحُ للوفد بها بشره … شعشعة َ البارقِ في الوابلِ

أحرز خصلَ السبق في عشره ال … أولى على القارح والبازلِ

وساد في المهد فما فاتهُ … شبلاً مكانُ الأسدِ الباسلِ

بوالدٍ من قبله تالدٍ … وزائدٍ من نفسه فاضلِ

بعتُ بك الناسَ فلم أنصرفْ … بندمٍ من غبنِ الناس لي

وأعلقتني بك ممسودة ٌ … ما أسحلتْ منها يدُ الفاتلِ

تلوَّنَ الناسُ فما كنتَ لي … بحائلِ الود ولا ناصلِ

متى أثقِّفْ صعدة ً تدفع ال … أحداثَ عن صدري وعن كاهلي

يكنْ بنو الدنيا أنابيبها … وأنتَ منها موضع العاملِ

فلتجزني نعماك من مقولي … إن كوفئَ الفاعلُ بالفاعلِ

كل بعيدٍ في السُّرى شوطها … تسابق الفارسَ بالراجلِ

قاطنة تحملُ أبياتها ال … أمثالَ في المنتسخ الراحلِ

زادا لمن سافر يبغي الغنى … ومغنماً للقادم القافلِ

مطارباً في الجدّ والهزل ما … وسمنَ بالمادحِ والغازلِ

عدوّها معْ حبِّه عيبها … في خبلٍ من حسنها خابلِ

مبشِّرات بالتهاني لكم … في كلّ يومٍ علمٍ ماثلِ

وكلّما ودَّع عامٌ بها … أعطاكم الذمة َ في القابلِ

تقصِّر الأقدارُ عن ملككم … ما قصر الحافي عن الناعلِ