هل تذكرنَّ بنجدٍ يوم ينظمنا – عبدالغفار الأخرس

هل تذكرنَّ بنجدٍ يوم ينظمنا … لآلئاً شَمِلَتْ فيها ومَرْجانا

والرَّبعُ يطلع أقماراً وينبتُ في … منازل الحيّ حيّ الجزع أغصانا

والعيش صَفوٌ يروق العين منظره … يهدي لأرواحنا رَوْحاً وريحانا

فما ترى عينُ رائيها وإنْ طمحت … إلاَّ أسُوداً بميثاءٍ وغزلانا

من كلِّ أهيفَ حُلْويِّ اللمى غنجٍ … إنْ ماس هَزَّ على العشاق مرّانا

وَلَيِّن العَطفِ قاسي القلب لم نَرَهُ … رقَّت شمائله للصَّبِّ أو لانا

مضى الهوى وانقضت أيّام دولته … حتّى كأنَّ زمان اللهو ما كان

ليتني سلوت أحبّاءً منيت بهم … ولا ذكرتُ على الجرعاء جيرانا

فاترك ملامك عندي حين أذكرهم … إساءة ً منك لي فيهم وإحسانا

يا هل تراني أرى ما أستقرُّ به … أم هل ترى قلبي الظمآن ريانا

قد كان دمعي عزيزاً قبل فرقتهم … واليوم كلُّ عزيزٍ بعدهم هانا