هلْ لقتيلٍ على اللِّوى ثائرْ – مهيار الديلمي

هلْ لقتيلٍ على اللِّوى ثائرْ … أمْ هلْ لليلِ المحبِ منْ آخرْ

أم الفتى جائدٌ بمهجتهِ … على بخيلٍ بقولهِ غادرْ

خاطرَ في حبِّ ظالمٍ لمْ تجزْ … قطُّ لهُ رحمة ٌ على خاطرْ

يحسبُ كلَّ الأبدانِ يومَ منى ً … بدنَ الهدايا تحلُّ للعاقرْ

لهُ منَ القتلِ باعثٌ لا يقا … ويهِ منَ الحزمِ والتَّقى زاجرْ

إذا كريمٌ عفا لقدرتهِ … أغراهُ بالشَّرِّ أنَّهُ قادرْ

يحصبُ وادي الجمارِ يستغفرِ الله … ومنْ للدماءِ بالغافرْ

كلُّ حصاة َ بتراءَ تنبذُ بال … وادي حسامٌ منْ كفِّهِ باترْ

رامٍ بسبعٍ إذا رأى كبداً … قرطسَ منَ واحدٍ إلى العاشرِ

عزَّ قبيلي وخانني وأنا ال … مظلومُ في حبِّهِ بلا ناصرْ

لو كانَ في بابلٍ رضاباً وأل … حاظاً لقلتُ الخمَّارَ والسَّاحرْ

تاجرَ هواهُ وثقْ بذمتهِ … تكنْ شريكَ المقمورِ لا القامرْ

يلقاكَ منْ قدِّهِ وإمرتهِ … يومَ التَّقاضي بالعادلِ الجائرْ

يا قلبُ صبراً عساكَ حينَ حرم … تَ الوصلَ تعطى مثوبة َ الصَّابرْ

ولا تسمِّ الهجرَ الملالَ وعشْ … بالفرقِ بينَ الملولِ والهاجرْ

حجرٌ عليكَ الإطرابُ بعدَ ليا … ليكَ اللَّواتي انطوتْ على حاجرْ

ذلكَ عهدٌ ناسي بشاشتهِ … أسعدُ حظَّاً بهِ منَ الذّاكرْ

كمْ عثرة ٍ بينَ زمزمٍ لكَ وال … مشعرِ لا يستقيلها العاثرْ

أفسدتَ فيها فريضة َ الحجِ بالذُّ … لِّ لغيرِ المهيمنِ القاهرْ

قلبكَ فيها على التَّنسُّكِ مع … قودٌ وللفتكَ فعلكَ الظَّاهرْ

فأنتَ بينَ الإحرامِ والحبِّ لل … أصنامِ لا مؤمنٌ ولا كافرْ

تخضعُ منها لصورة ٍ فطرتْ … ويخضعُ المخبتونَ للفاطرْ

حسبكَ كانَ الشَّبابُ يسترُ منْ … نفسكَ ما الشَّيبُ ليسَ بالسَّاترْ

قدْ آنَ أنْ ينفعَ الملامُ وأنْ … تلزمَ في الأمرِ طاعة َالآمرْ

طارتْ بعزماتكَ المضلَّة ُ منْ … شيبكَ هذا عقابهُ الكاسرْ

غابَ الشَّبابُ المغري وقدْ حضرَ الشَّ … يبُ نذيراً والحكمُ للحاضرْ

قفْ قدْ مضتْ غفلة ُ الخليعِ بما … فيها وقوفُ المستبصرِ النَّاظرْ

شمِّرْ وخضها مادمتَ خائضها … فربمّا طمَّ ماؤها الغامرْ

والشّعرَ صنهُ فالشَّعرُ يحتسب اللهَ … إذا لمْ يصنْ على الشَّاعرْ

لا تمتهنهُ في كلِّ سوقٍ فقدْ … تربحَ حيناً وبيعكَ الخاسرْ

انظرْ إلى منْ وفي مدائحِ منْ … أنتَ وقدْ باتَ نائماً ساهرْ

اخترْ ولوداً للفهمِ منجبة ً … فأكثرُ الفهمِ محمقٌ عاقرْ

غالِ بهِ واستمِ المهورَ الثقي … لاتِ وصاهرْ أكفاءها صاهرْ

واحنُ عليهِ فإنَّهُ ولدٌ … أبوهُ قلبٌ وأمُّهُ خاطرْ

صرِّفهُ فيما يرضى العلاءُ بهِ … ويعمرُ العرضَ بيتهُ العامرْ

إمّا لفخرٍ يصدِّقُ النَّسبَ الحرَّ … ويحي ذكرَ الأبِ الدّائرْ

أو لأخٍ يشفعُ الودادَ بما … يرضيهِ منهُ بالفذِّ والنَّادرْ

أوْ ملكَ رحتَ منهُ في نعيمٍ … أنتَ لهالا محالة َ شاكرْ

ترى منَ الوردِ في شريعتهِ ال … عذبة َ آثاراً غيظة ِ الصَّادرْ

منْ آلِ عبدِ الرَّحيمِ حيثُ عهد … تَ العشبَ الكهلَ والحيا القاطرْ

والبيتُ منْ أينما استضفتَ بهِ … فأنتَ في الجدبِ لابنٌ تامرْ

حيثُ القرى لا تكبُّ جفنتهُ … والنَّارُ لليلِ أوّلا آخرْ

والبزلُ لا تعقلُ الوديكة َ وال … كوماءُ إلاَّ بشفرة ِ الجازرْ

والنّضدُ الضَّخمُ والأرائكَ يؤ … ثرنَ لجنبِ النَّديمِ والسَّامرْ

كمْ قمرٍ منهمُ ولا ككما … لِ الملكِ ضواكَ نورهُ الباهرْ

تمَّ فأبصرتَ أوْ سمعتَ بهِ … ما لمْ تكنء سامعاً ولا ناظرْ

أربابكَ المالكونَ رقِّكَ منْ … ماضٍ سعيدٍ وسيّدٍ غابرْ

تورثُ فيهمْ فأنتَ ينقلكَ ال … ميراثُ منْ كابرٍ إلى كابرْ

تأنسَ إنْ قيلَ غرسٌ نعمتهمْ … وأنتَ منها في غيرهمْ نافرْ

فما الّذي ردَّ عنْ حميَّتهِ … أنفكَ فانقضتْ في يدِ القاسرْ

بلى تصبَّاكَ في خلائقهمْ … مرتبقٌ في حبالهمْ آسرْ

ورقية ٌ يخرجُ الأسودَ بها … أبو المعالي منْ غليها الغابرْ

تنفثُ أخلاقهُ العذابُ فيج … رينَ الصَّفا قبلَ صلِّهِ الخادرْ

دلَّ على مجدِ قومهِ وعلى الصُّ … بحِ دليلٌ منْ نورهِ الفاجرْ

وقدَّموهُ طليعة ً يصفُ ال … فخرَ ووافوا بالكوكبِ الزَّاهرْ

أبلجَ تمسي النُّجومُ راكدة ً … وكوكبُ السَّعدِ برجهُ السَّائرْ

في الأرضِ منهمْ لعزِّهمْ فلكٌ … بكلِّ ماشادَ ذكرهمْ دائرْ

أراكة َ حلوة َ الثِّمارِ بهِ … لمْ تشقَ في لقحها يدُ الآبرْ

عدَّلَ ميلَ الدُّنيا وثقّفها … حتّى استقامتْ تدبيرهُ الآطرْ

وابتسمَ الدَّهرُ تحتَ سيرتهِ … وعدلهِ وهو عابسٌ باسرْ

كأنَّما رأيهُ على لهبِ ال … خطبِ جمادى صبَّتْ على ناجرْ

وجمرة ٌ دونَ سدة َ الملكِ لا … يثبتُ وجهٌ لوجهها الزافرْ

ينهالُ تحتَ الرِّجالَ لقويمة ِ جا … لاها بما عمَّقتْ يدُ الحافرْ

قامَ عليها فألقمَ الحجرَ ال … هاتمَ فيها فمَ الرَّدى الفاغرْ

تجمدُ إمّا بماءِ صارمهِ ال … باترِ أو ماءِ كفِّهِ المائرْ

طبٌّ بأدواءِ كلِّ معضلة ٍ … يغالطُ الجسَّ عرقها الفائرْ

قدْ جرّبوهُ وآخرينَ فما … أشكلَ بينَ الوفيَّ والغادرِ

واعترفَ المنكرونَ بالآية َ ال … كبرى اضطراراً وآمنَ الفاجرْ

جاراكمُ النَّاسُ يدأبونَ فما … شقَّ هجينٌ عجاجة َ الضَّامرْ

وقارعوكمْ على العلا سفهاً … فما وفّى بالمدجّجِ الحاسرْ

وقدْ رأى منْ نصحتهِ فأبى ال … نُّصحَ وكانَ الخلافُ للخابرْ

وكيفَ يبقى على زئيركمُ … قلبُ قطاة ٍ يراعُ بالصَّافرْ

وأسعدَ النَّاسَ ربُّ ملكٍ لهُ … منكمْ ظهيرٌ وعاضدٌ وازرْ

أنتْم لها تمسحونَ غاربها … بأذرعٍ لا يقيسها الشَّابرْ

وأمرها كيفَ غيَّرَ الدَّهرُ أوْ … بدَّلَ فيها إليكمُ صائرْ

منارها فيكمُ وقبلتها … والنَّاسُ منْ تائهٍ ومنْ حائرْ

فلا يزلْ منكمُ لها ناظمٌ … يجمعُ منها ما بدّدَ الناثرْ

ولاأتيحتْ عصيُّ عزَّكمُ … لملتحٍ منهمُ ولا قاشرْ

ولاتزلْ أنتَ كالقضاءِ بما … تطلبُ منْ كلِّ بغية ٍ ظافرْ

تلتثمُ الحادثاتُ منْ خجلٍ … عنكَ إذا راعَ وجهها السَّافرْ

وناوبتْ ربعكَ السَّحائبُ منْ … مدحي بهامٍ مروِّضٍ هامرْ

بكلاِّ وطفاءَ تطمئنُ فجا … جُ الأرضِ منها للرّائحِ الباكرْ

يكسو الثُّرى ماؤها وترتدعُ ال … حصباءُ طيباً منْ ريحها العاطرْ

تشهدُ في المنصبِ الكريمِ وتح … مي العرضَ والعرضُ مهملَ شاغرْ

يزفُّها الحبُّ والرَّجاءُ إلى … بابكَ منْ كاعبٍ ومنْ عاصرْ

تجارة ٌ لا تبورُ والمشتري … سمعكَ منها وقلبيَ التّاجرْ

أعظمها عنْ سواكَ أنّكَ لل … مأمولِ فيها مستصغرٌ حاقرْ

وودُّ نفسي لو أنَّ باطنها … يحملُ في حبُّكمْ على الظَّاهرْ

وأنْ ترى عينكَ العليَّة ُ منْ … تحتَ شغافي نصيبكَ الوافرْ

فتصرفُ الشَّكَ باليقينِ إذا … بلوتَ سرِّي بالفاحصِ السَّابرْ

ذاكَ اعتقادي وإنَّني لدمِ ال … وفاءِ إنْ كنتُ مدهناً هادرْ

فاقبلْ ولا تنسَ منْ حفاظي ما … أنتَ بفضلِ الحجا لهُ ذاكرْ

واعلمْ بأنِّي ما اشتقتُ عهدَ الصِّبا ال … عافي ولا سكرة َ الغنيِّ الغامرْ

شوقي إلى أنْ أراكَ أوْ أشتري … ذاكَ بإنسانِ عينيَ النَّاظرْ

فلا تصبني فيكَ المقاديرُ بال … مقاصدِ منْ سهمها ولا العاثرْ

وزاركَ المهرجانُ يحملُ منْ … سعدكَ أوفى ما يحملُ الزَّائرْ

يومَ أماتوا بالغدرِ بهجتهُ … وأنتَ منهُ رعاية ً ناشرْ

أتاكَ في الوفدِ يعتفي روضكَ ال … غضَّ ويعتامُ بحركَ الزَّاخرْ

فاجتلِ منهُ المبرّزَ الحسنَ في ال … عينِ وفزْ بالمباركِ الطَّائرْ