هلْ بعدَ مفترقِ الأظعانِ مجتمعُ – مهيار الديلمي

هلْ بعدَ مفترقِ الأظعانِ مجتمعُ … أمْ هلْ زمانٌ بهمْ قدْ فاتَ يرتجعُ

تحمَّلوا تسعُ البيداءُ ركبهمُ … ويحملُ القلبُ فيهمْ فوقَ ما يسعُ

مغرِّبينَ همُ والشَّمسَ قدْ ألفوا … ألاَّ تغيبَ مغيباً حيثما طلعوا

شاكينَ للبينِ أجفاناً وأفئدة ً … مفجَّعينَ بهِ أمثالَ ما فجعوا

تخطو بهِ فاتراتٍ في أزمَّتها … أعناقها تحتَ إكراهِ النَّوى خضعُ

تشتاقُ نعمانُ لا ترضى بروضتهِ … داراً ولو طابَ مصطافٌ ومرتبعُ

فداءُ وافينَ تمشي الوافياتُ بهمْ … دمعٌ دمٌ وحشاً في إثرهمْ قطعُ

الليلُ بعدهمُ كالفجرِ متّصلٌ … ما شاءَ والنَّومُ مثلِ الوصلِ منقطعُ

ليتَ الّذينَ أصاخو يومَ صاحَ بهمْ … داعي النَّوى ثوِّروا صمُّوا كما سمعوا

أوليتَ ما أخذَ التَّوديعُ منْ جسدي … قضى عليَّ فللتعذيبِ ما يدعُ

وعاذلٍ لجَّ أعصيهِ ويأمرني … فيهمْ وأهربُ منهمْ وهوَ يتَّبعُ

يقولُ نفسكَ فاحفظها فإنَّ لها … حقاً وإنْ علاقاتِ الهوى خدعُ

روحْ حشاكَ ببردِ اليأسِ تسلُ بهِ … ما قيلَ في الحبِّ إلاَّ أنَّهُ طمعُ

والدَّهرُ لونانِ والدُّنيا مقلَّبة ٌ … الآنَ يعلمُ قلبٌ كيفَ يرتدعُ

هذي قضايا رسولُ اللهِ مهملة ٌ … غدراٌ وشملُ رسولِ اللهِ منصدعُ

والنَّاسُ للعهدِ ما لاقوا وما قربوا … وللخيانة ِ ما غابوا وما شسعوا

وآلهُ وهمُ آلُ الإلهِ وهم … رعاة ُ ذا الدِّينِ ضيموا بعدهُ ورعوا

ميثاقهُ فيهمْ ملقى ً وأمَّتهِ … معْ منْ بغاهمْ وعادهمْ لهُ شيعُ

تضاعُ بيعتهُ يومَ الغديرِ لهمْ … بعدَ الرِّضا وتحاطُ الرُّومُ والبيعُ

مقسَّمينَ بأيمانٍ همُ جذبوا … ببوعها وبأسيافٍ همُ طبعوا

ما بينَ ناشرِ حبلٍ أمسِ أبرمه … تعدُّ مسنونة ً منْ بعدهِ البدعُ

وبينَ مقتنصٍ بالمكرِ يخدعهُ … عنْ آجلٍ عاجلٌ حلوٌ فينخدعُ

وقائلٌ لي عليٌّ كانَ وارثهُ … بالنَّصِ منهُن فهلْ أعطوهُ أمْ منعوا

فقلتُ كانتْ هناتٌ لستُ أذكرها … يجزي بها للهُ أقواماً بما صنعوا

أبلغْ رجالاً إذا سمَّيتهمْ عرفوا … لهمْ وجوهٌ منَ الشَّحناءِ تمتقعُ

توافقوا وقناة ُ الدِّينِ مائلة ٌ … فحينَ قامتْ تلاحوا فيهِ واقترعوا

أطاعَ أوَّلهمْ في الغدرِ ثانيهمْ … وجاءَ ثالثهمْ يقفو ويتَّبعُ

قفوا على نظرٍ في الحقِّ نفرضهُ … والعقلُ يفصلُ والمحجوجُ ينقطعُ

بأيِّ حكمٍ بنوهُ يتبعونكمْ … وفخركمْ أنَّكمْ صحبٌ لهُ تبعُ

وكيفَ ضاقتْ على الأهلينِ تربتهُ … وللأجانبِ منْ جنبيهِ مضطجعُ

وفيمَ صيَّرتمْ الإجماعَ حجّتكمْ … والنَّاسُ ما اتفقوا طوعاً ولا اجتمعوا

أمرُ عليٍّ بعيدٌ منْ مشورتهِ … مستكرة ٌ فيهِ والعباسُ يمتنعُ

وتدّعيهِ قريشٌ بالقرابة ِ وال … أنصارُ لا رفعٌ فيهِ ولا وضعُ

فأيُّ خلفٍ كخلفٍ كانَ بينكمُ … لولا تلفَّقُ أخبارٌ وتصطنعُ

واسألهمْ يومَ خمٍّ بعد ما عقدوا … لهُ الولاية َ لمْ خانوا ولِمْ خلعوا

قولٌ صحيحٌ ونيّاتٌ بها نغلٌ … لا ينفعُ السّيفَ صقلٌ تحتهُ طبعُ

إنكارهمْ يا أميرَ المؤمنينِ لها … بعدَ اعترافهمُ عارٌ بهِ ادّرعوا

ونكثهمْ بكَ ميلاً عنْ وصيَّتهمْ … شرعٌ لعمركَ ثانٍ بعدهُ شرعوا

تركتَ أمراً ولو طالبتهُ لدرتْ … معاطسٌ راغمتهُ كيفَ تجتدع

صبرتَ تحفظ أمرُ اللهِ ومااطرحوا … ذبّاً عنِ الدِّينِ فاستيقظتَ إذْ هجعوا

ليشرقنَّ بحلوِ اليومِ مرُّ غدٍ … إذا حصدتَ لهمْ في الحشرِ ما زرعوا

جاهدتُ فيكَ بقولي يومَ تختصمُ ال … أبطالُ إذْ فاتَ سيفي يومَ تمتصعُ

إنَّ اللسانَ لوصَّالٌ إلى طرقٍ … في القلبِ لا تهتديها الذُّبَّلُ الشُّرعُ

آبايَ في فارسٍ والدِّينُ دينكمُ … حقّاً لقدْ طابَ لي أسٌّ ومرتبعُ

ما زلتُ مذْ يفعتْ سنِّي ألوذُ بكمْ … حتَّى محا حقُّكمْ شكيِّ وأنتجعُ

وقدْ مضتْ فرطاتٌ إنْ كفلتَ بها … فرَّقتُ عنْ صحفي البأسَ الّذي جمعوا

سلمانُ فيها شفيعي وهو منكَ إذا ال … آباءُ عندكَ في أبنائهمْ شفعوا

فكنْ بها منقذا منْ هولِ مطَّلعي … غداً وأنتَ منَ الأعرافِ مطَّلعُ

سوَّلتُ نفسي غروراً إنْ ضمنتُ لها … أنِّي بذخرٍ لكَ سوى حبِّيكَ أنتفعُ