هذا وكم كريمة مصونة – ابن شهاب
هذا وكم كريمة مصونة … في بيتها كدرة مكنونة
لا يسمع الناس لها كلاما … ولا يضيفون لها ملاما
تغض طرفها عن الأجانب … ترجو حلول أرفع المراتب
بعيدة عن مجلس الرجال … لا تخطر الفحشا لها ببال
على العفاف والحياء والتقى … مجبولة كالحور في دار البقا
لا تكثر الصعود والتطلّعا … ولا تجيب أجنبياً إن دعا
ما همّها إلا الحقوق الواجبة … لربها ذاهبة وآيبة
بغزل أو خياطة محترفة … بكل ما يزينها متّصفة
طائعة لزوجها ممتثلة … لأمره بحقه مشتغلة
تحفظه إن غاب أو في حضرته … تبذل كل الجهد في مسّرته
قصيرة اللسان عن سب الولد … ولا تبيح سرّها إلى أحد
لا تدخل النساء بيت زوجها … ولا ترى قط بغير برجها
وإن دعتها حاجة أن تخرجا … ففي ثيابٍ بَذْلة ٍ وقت الدجى
قاصرة على الطريق طرفها … مستورة ولا يشم عرفها
إذا بدت في محفل النساء … فدرة تضيء في حصباء
والفخر ليس بالحرير والذهب … ولا بلبس جنفص ولا قصب
ففي البغايا والقحاب أكثر … منهن قدراً هل بذاك مفخر
ففي نساء الفرس والنصاري … من الحلي ما غلا مقدارا
وكله فان وإن جاء الأجل … أفضت إلى ما قدمت من العمل
وجاء في حديث طه الأحمران … عن الجنان للنساء ملهيان
ما الفخر إلا بالعفاف والتقى … وفعل ما بهن كان أليقا
والبعد عن مجامع الفضول … ورفض كل خلق مرذول
فالاقتداء بالبتول الزهرا … وأمهات المؤمنين أحرى
وكم كم لهن من متابعة … في فعلها وقولها كرابعة
بقول ذي الجلال قل للمؤمنات … يغضضن من أبصارهن عاملات
بالقول لا يخضعن كيلا يطمعا … مريض قلب بالفساد أولعا
يتركن في الطريق لبس المفاخر … كيلا يملن قلب كل فاجر
هذا ورب البيت نعم المفخر … وبالنجاة في المعاد يثمر