نَغْفُلُ والأَيَّامُ لا تَغْفُلُ – ديك الجن

نَغْفُلُ والأَيَّامُ لا تَغْفُلُ … ولا لنا من زَمَنٍ مَوئِلُ

والدهرُ لا يسلمُ من سرفهُِ … أَعْصَمُ في القُنَّة ِ مُسْتَوْعِلُ

يَتَّخِذُ الشِّعْري شِعاراً لَهُ … كأَنَّما الأُفْقُ لهُ مَنْزِلُ

كأَنَّهُ بَيْنَ شَناظِيرِها … بارقة ٌ تكمنُ أوْ تمثلُ

ولا حبابُ صلتانُ السُّرى ُ … أرقمُ لا يفرقُ ما يجهلُ

نَضْنَاضُ فَيْفَاءَ يُرَى أَنَّهُ … بالرملِ غانٍ وهوَ المرملُ

يطلبُ من فاجئة ٍ معقلاًُ … وهو لما يطلبُ لا يعقلُ

والدّهرُ لا يأمنُ من صرفهُِ … مسربلٌ بالسردِ مستبسلُ

ولا عقبناة ُ السُّلامى لهاُ … في كلِّ أفقٍ علقٌ مهملُ

فَتْخَاءُ في الجَوِّ خُدارِيَّة ٌ … كالغيمِ، والغيمُ لها مثقلُ

آمنُ منْ كان لصرفِ الرَّدى ُ … أنزلها من جوِّها منزلُ

والدَّهرُ لا يحجبهُ مانعٌُ … يَحْجُبُهُ العامِلُ والمُنْصُلُ

يُصغي جَديداهُ إلى حُكْمِهِ … وَيَفْعَلُ الدَّهْرُ بِما يَفْعَلُ

كأنَّهُ مِنْ فرْطِ عزٍّ بهِ … أَشوَسُ، إذْ أَقْبَلَ، أَوْ أَقْبَلُ

في حَسَبٍ أَوْفَى لهُ جَحْفَلٌ … يَقْدُمُهُ مِنْ رَأْيِهِ جَحْفَلُ

بينا على ذلكَ إذ عرشتُْ … في عَرْشِهِ داهِيَة ٌ ضِئْبِلُ

إنْ يكُ في العِزِّله مشقصٌُ … ماضٍ فَقَدْ تاحَ لهُ مَقْتَلُ

جادَ على قبرِكَ من ميِّتٍُ … بالروحِ ربُّ لكَ لا يبخلُ

وَحَنَّتِ المُزْنُ على قَبْرِها … بعارضٍ نجوته محفلُ

غَيْثٌ تَرَى الأَرْضَ على وَبْلِهِ … تَضْحَكُ، إلاَّ أَنَّهُ يَهْمُلُ

يُصِلُّ والأرضُ تصلِّي لهُُ … مِنْ صَلَواتٍ مَعَهُ تَسْأَلُ

أنتَ أبا العباسِ عبَّاسُهاُ … إذا استطارَ الحدثُ المعضلُ

وأنتَ علاَّمُ غيوبِ النَّثاُ … يَوْماً إذا نَسْأَلُ أَوْ نُسْأَلُ

نحنُ نعزِّيكَ ومنكَ الهدى ُ … مستخرجٌ والنُّورُ مستقبلُ

نقولُ بالعقلِ وأنتَ الذيُ … نأوي إليهِ وبهِ نعقلُ

إذا هُمُ في سَنَة ٍ أَمْحَلُوا … والأرضُ والآخرُ والأوَّلُ

إذَا عَنك وأَوْدى بِهَا … ذا الدَّهرُ فهو المحسنُ المجملُ