نَدَاكَ نَيْلٌ بِحَاجَاتِ البِلاَدِ وَفَى – خليل مطران

نَدَاكَ نَيْلٌ بِحَاجَاتِ البِلاَدِ وَفَى … وَقَلْبُكَ السَّمْحُ يَأْبَى أَنْ يَقُولَ كَفَى

قَلْبٌ كَبِيرٌ تَحُوطُ الشَّعْبَ رَأفَتُهُ … هَلاَّ بِصَاحِبِهِ فِي حِكْمِهِ رَأَفَا

إِنْ لَمْ يَجِدْ سَرَفاً فِي جَوْدِهِ أَفَمَا … يَرَى التَّمَادِي فِي مَجْهُودِهِ سَرَفَا

فَارُوقُ يَا صَائِنُ المُلْكَ العَظِيمَ وَيَا … مُجَدِّداً عَهْدَ فَارُوقَ كَمَا سَلَفَا

ذَاكَ الصَّلاَحُ الَّذِي عَزَتْ خِلاَفَتُهُ … بِهِ قَدِيماً أُعِيدَ اليَوْمَ مُؤْتَنِفَا

مَاذَا عَلَيْكَ مِنَ الأَعْبَاءِ تَحْمِلُهَا … وَمَا تَكَادُ تَرَى فِي حَمْلِهَا كَلَفَا

نَفْدِيكَ مِنْ سَاهِرٍ لِلشَّعْبِ يُوسِعُهُ … بِرّاً وَيَدفَعُ عَنْهُ البُؤْسَ وَالأَزَفَا

وَمَا يَنِي بِرُقِيِّ الشَّعْبِ مُشْتَغلاً … وَبِالنَّجَاحِ عَلَى أَلوَانِهِ كَلِفَا

يَرْعى العَلِيلَ الَّذِي عُزَّتْ سَلاَمَتُهُ … وَالطِّفْلُ فِي المهْدِ وَالشَّيْخُ الَّذِي دَلَفَا

وَقَبْلَهُ كَانَ جُوعٌ لاَ اكْتِرَاثَ لَهُ … وَكَانَ عُرْيٌ وَلَمْ يُسْتَرْ وكانَ حَفَا

عَمَّتْ أَيادِيَهُ حَتَّى لاَ يُرَى طَرَفٌ … فِي مُلْكِهِ لَمْ يُصِبْ مِنْ فَيْضِهَا طَرَفَا

يَا طِيبَ يَوْمِ افْتِتَاحٍ تَمَّ رَوْنَقُهُ … بِالحُسْنِ مُخْتَلِفاً وَالحَمْدُ مُؤْتَلِفَا

فِي مَحْفِلٍ وَذُؤْاباتُ البِلاَدِ بِهِ … ضَمَّ المَعَالِيَ وَالأَحْسَابَ وَالشُّرَفَا

أَوْفَى المَلِيكُ عَلَيْهِ فِي تَعَهُّدِهِ … صَرْحاً مُشِيداً عَلَى الإِحْسَانِ قَدْ وَقَفَا

فِي أَعْمُرِ الأَرْضِ مُسْتَشْفىً غَلاَ وَعَلاَ … هَيْهَاتَ يبْلُغُ وَصَفَ ما بِهِ اتَّصَفَا

بَيْتٌ تُدَاوَى بهِ الأَبْدَانُ مِنْ سُقُمٍ … وَفِي بَشَاشَتِهِ لِلنَّاظِرِينَ شَفَا

مقْسَمٌ أُحْكِمَ التَّقْسِيمَ مَنْ يَرَهُ … يَرَ المَنَافِعَ فِيهِ أُلْبِسَتْ طَرَفَا

لِلْطُّبِّ فِيهِ مُعِدَّاتٌ وَأَجْهِزَةٌ … صِيغَتْ وَصَيَّرَهَا إِتْقَانُهَا تحَفَا

إِذَا رَنَا أَلَمٌ مِنْهُ رَأَى أَمَلاً … فِي رَحْبَةِ الدَّارِ يَجْلُو رَوْضَةً أَنَفَا

يُضْفِي الهِلاَلُ عَلَيْهِ نُورَ رَحْمَتِهِ … وَنُورُهَا بَلْسَمُ الأَرْوَاحِ حَيْثُ صفَا

بَنَاهُ يُوسُفُ لاَ يَأْلُوهُ إِخْوَتُهُ … عَوْناً وَكُلٌّ لِذِكْرَى مَنْ نَمَاهُ وَفى

وَفِي زِيَادَتِهِمْ آثَارُ مُنْجِبِهِمْ … مَعْنىً مِنَ الكَرَمِ المُورُوثِ قَدْ لَطفَا

كَانَ سَمْعَانُ بَانِيهِ كَعَادَتِهِ … وَكَمْ لِسَمْعانَ مَعْرُوفُ بِهِ عُرِفا

فاروقُ مِصْرَ المفدَّى هَلْ رَأَى سَبَباً … لِلخَيْرِ إِلاَّ عَلَى أَصْحَابِهِ عَطَفَا

كَمْ مَأْرَبٍ صَالِحٍ بِالعَزْم حَقَّقَهُ … وَطَارِئٍ فَادِحٍ عَنْ قَوْمِهِ كَشَفَا

حَسْبُ الكِنانَةِ صَوْنَاً تَحْتَ إِمْرَتِهِ … أَنَّ المُرَامِينَ عَنْهَا وَحَّدُوا الهَدَفَا

يَحْيَا المِليكُ دُعَاءً إِنْ هَتَفْتَ بِهِ … فَمَا اللِّسَانُ بَلِ الْقَلْبُ الَّذِي هَتَفَا