نوازعُ الشوق والغليلِ – مهيار الديلمي

نوازعُ الشوق والغليلِ … عليَّ أحنى من العذولِ

لام على بابلٍ سهادي … ونام عن ليلي الطويلِ

فمرَّ لا راحماً ضلالي … فيها ولا سالكا سبيلي

ينفض طرقَ الكرى بصيرا … بها وطرقي بلا دليلِ

تحلَّ لا سرَّك التخلِّي … وذمّك الودُّ من خليل

يا راكبَ الليل مستطيلا … يرجلكَ الصبحُ عن قليلِ

أمامك الظُّعنُ رائحات … فكيف ترتاح للنزولِ

انظر فإن الدموع حالت … جفنيَ عن ناظرٍ كليلِ

أبارقٌ ما تشيمُ عيني … أم المصابيحُ في الحمولِ

تسابق الشمسَ جنبَ سليع … حتى سبقن الدجى بميلِ

ينقلنَ وخداً بيضا….كنٍّ … نحضنَ بالشدِّ والذميلِ

أهدى استتارُ الشموسِ فيها … لغبطها صبغة َ الأصيلِ

يا صاحبي والردى منيخٌ … ينظرني ساعة َ الرحيلِ

خذ بدمي طرفَ أمّ عمرو … إن أخذ السيفُ بالقتيلِ

واستروح الريحَ من سليمى … مرّاً على ربعها المحيلِ

ولم أخلْ قبلها شفائي … عند نسيم الصَّبا العليلِ

وأقتضي أذرعَ المطايا … ما استصحبتْ من ثرى الطلول

دارُك والركبُ مستقيمٌ … تعلمُ يا سلم ما عدولي

وكيف ظلُّ الرداءِ فيها … إذا همُ هجَّروا مقيلي

أنصلَ كرُّ السّقامِ شلواً … منّي ومنها كرَّ السيولِ

تعلّم الوبلُ من دموعي … فغادر الربعَ في محولِ

ما منجزاتُ الوعودِ عندي … أكرمُ من وعدكِ المطولِ

ولا الحبيبُ الوصولُ أحظى … لديّ من طيفكِ البخيلِ

ربّ سميرٍ سقاطُ فيه … للهمِّ أنفى من الشَّمولِ

أهوى له أن يطولَ ليلي … ولو على سقمي الدخيلِ

قد أخذَ الحزمُ بي وأعطى … وشفَّ عن ماطري مخيلي

وجرّب الدهرُ كيف يمضي … غربى فيه على فلولِ

إن سفَّه الجدبُ رأى قومٍ … عاد حليمي على جهولي

أو أغنت السنُّ عن رجالٍ … أربتْ فصالي على الفحولِ

ما خضعتْ للخمول نفسي … وصونُ عرضي مع الخمولِ

ولا استكانت يدي لفقرٍ … والمالُ في جانبٍ ذليلِ

في بلغ العيش لي كفافٌ … فما التفاتي إلى الفضولِ

ما أنصف الرزقَ لو أدرّت … مزنته بُرقة َ العقولِ

وكم فتى ً شاكلتْ علاه … خلقي على قلّة الشُّكولِ

منازلٌ كالهلالِ تذكي … قدحته في الدجى سبيلي

يطير بي رائشا جناحي … والدهرُ يقتصُّ من نسيلي

من آل عبد الرحيم وافٍ … كأنه بالمنى كفيلي

من الميامين لم تخذِّلْ … فروعهم عزّة َ الأصولِ

ولا استماحوا العموم فخرا … سدّوا به ثلمة الخؤولِ

الغررُ الواضحاتُ فيهم … مجتمعاتٌ إلى الحجولِ

ترطبُ أيدهمُ سمانا … في لهواتِ العام الهزيلِ

إذا الحيا أخلف استغاثت … أيمانهم ألسنُ المحولِ

همْ قشروا العار عن عصاهم … بكلِّ عاري الظُّبا صقيلِ

واستيقظوا للتِّراتِ لمّا … نامت عيونٌ على الذُّحولِ

كلّ غلامٍ يسدُّ مجدا … بنفسه ثغرة َ القبيلِ

يحتشم البحرُ من يديه … والبدرُ من وجهه الجميلِ

تقلص عن ساقه قصارا … ذيولُ سرباله الطويلِ

يذرع طولَ القناة قدّاً … وهي تنافيه في الذُّبولِ

تنمى العلا من أبي المعالي … إلى عريق الثرى أصيلِ

ويحمل الخطبَ يومَ يعرو … منه على كاهلٍ حمولِ

أبلج يجري الجمال منه … في سنّتي واضح أسيلِ

يردُّ خزرَ العيون قبلا … إليه من شدّة القبولِ

لا فترة ُ العاجز المروِّي … فيه ولا طيشة ُ العجولِ

يستند الوعدُ والعطايا … منه إلى قائلٍ فعولِ

معتدل الشيمتين حلو ال … طعمين في الصعبِ والذَّلولِ

يزيده النَّيلُ لينَ مسٍّ … إن لعب العجبُ بالمنيلِ

للفقرِ المشكلاتِ منه … عارضة ُ البارقِ الهطولِ

إذا لهاة البليغ جفَّتْ … أرسلها من فمٍ بليلِ

يفديك مسروقة ٌ علاه … راضٍ من المجد بالغلولِ

مؤتنفٌ غير مستزيدٍ … وعاثرٌ غير مستقيلِ

أمواله ضرَّة العطايا … وزادهُ غصَّة ُ الأكيلِ

يا موردي والفراتُ ملحٌ … نميرَ ودٍّ أرضى غليلي

أسرتني بالوفاء لمّا … رأيته وهو من كبولي

وقمتَ لمّا وليتَ نصري … والناسُ من قاعدٍ خذولِ

أمرٌ وإن خفَّ كان عندي … في زنة ِ المهبط الثقيلِ

إذا حملتَ الدقيقَ عنّى … ولست تعيا عن الجليلِ

لم يرتجعك الجفاءُ منّى … عن كرم العاطفِ الوصولِ

ولم تؤاخذ قديم عجزي … عنك ولم تعتقب نكولي

فلتوفينك الجزاء عنّى … قاسطة ُ الوزن والكيولِ

إن أتى الشعرُ من قصورٍ … صدرن من معرضٍ مطيلِ

أوانسٌ ما عرفن صونا … قبلك ما لمسة ُ البعولُ

تغشاك حتّى أخشى عليها … حاشاك من فترة الملولِ

إذا خلوتم بها أقامت … لكم على مخبرى دليلي

من عربيّ الطباع فيها … تخطر مجرورة َ الذيولِ

قد كنتُ أعددتها ليومٍ … يبلغني المجدُ فيه سولي

أزفُّها فيه تحت ظلٍّ … من سحبِ نعمائكم ظليلِ

مصطفياً مهرها بحكمى … من فيض أيديكم الجزيلِ

فعدلتْ بي الأيّام عنه … لا عرفتْ حيرة َ العدولِ

إن ينبُ دهرٌ بكم فقدما … لم يخلُ من غدرة ٍ وغولِ

وكم أدبّ الصدا فسادا … إلى ظبا الصارمِ الصقيلِ

وأرسلت أملٌ لواها ال … ظنُّ على عهده المحيلِ

ما خلص الرأيُ من فسادٍ … يقدحُ والعرضُ من خمولِ

فالمالُ إن أمحلت رباه … خضَّرها الغيثُ عن قليلِ

لا بد للشمس من كسوفٍ … والقمرِ التِّمِّ من أفولِ

ثم يعودان لم يزالا … بنقص نورٍ ولا نقولِ

وكالة الله فيكمُ لي … حسبي رعتكم عينُ الوكيلِ

بكم أطال الزمانُ درعي … وأبرم الحظ من سحيلي

كم حاسدٍ عندكم مكاني … يدعو سهيلا إلى النزولِ

وغائبٍ ذنبكم إليه … أنّكمُ قد فطنتمُ لي