نفسي بحبل ولاء أحمد أمسكتْ – حيدر بن سليمان الحلي

نفسي بحبل ولاء أحمد أمسكتْ … مذ أحكمتْ بنياط قلبي عقدَه

أنّى وفرضُ مودتي هي فيهمُ … أجر الرسالة لستُ أنسى عهده

بل لم تزلْ كبدي تروِّح وجدَها … بنسيم ذكراه فتلقي برده

ماذا أقول على البعاد محرراً … من نعت شوقٍ فيه أشكو بعده

وجميع أقلامي يكلُّ لسانها … أنبأءُ فضلٍ هنَّ أوحى آيها

لكنْ إذا سأل الحبيب فؤاده … علمَ الذي عندي بما هو عنده

هو ذاك غرة ُ جبهة الحسب الذي … لفخاره السامي أعدَّ معدَّه

من طينة الشرف التي من محضها … بارى الأنام برى أباه وجدَّه

من معدن الكرم الإلهيّ الذي … لا خلقَ إلا وهو يشكو رفده

من بيت مختلف الملائكة الذي … للحق يهدي من تطلَّب رشده

من منبع الحكم الذي يرد النهى … منه ويصدر وهو يحمدُ ورده

من عترة الوحى الذين سما بهم … حسبٌ له التنزيلُ يرفع مجده

ممن بعطف علاهُم متضوّعٌ … أرجُ الإمامة مهدياً لك ندَّه

ممن على اُولي الزمان نداهم … غمروا به حرَّ الزمان وعبده

في كل عصرٍ منهم ابنُ نبوَّة ٍ … جمع الإلهُ به المحاسنَ وحده

فردٌ يسدُّ مسدَّ أرباب النهى … وجميعها ليستْ تسدُّ مسدَّه

واليوم هذا أحمدٌ في فضله … فاضربْ بذهنك أين تلقى ندَّه؟

جاءت رسالته إليَّ فقلتُ “ما … كذب الفؤادُ بما رأى » لي ودَّه

ونظرتُ في معراج رحلته التي … قد نال «بالإسراء» فيها قصده

إذ سار مقتعداً «براق» عزيمة … قد قرَّبت من كل أفقٍ بعده

وأرتْه من آياته ما لا يَرى ابـ … ـنُ مفازة ٍ لو كان أعملَ جهده

فأتى يقصُّ محاسنَ القصص التي … قد أبطلتْ هزل الكلام وجدَّه

… من غيب أسرار البلاغة عنده

أبغي الخطابَ له بوصفٍ جامعٍ … لهباتِه فيه أخاطب مجده

وأعود عما ابتغى متحيراً … ماذا أقول: ولست أملك وجده

إذ عندي “القاموس” بعض هباته … فمتى سوى القاموس يشملُ رفده

وله لدى َّ صنيعة ٌ من معدن الـ … ـجود الذي فرض المهيمنُ حمده

بيضاء صافية الحديدة قد حكتْ … بصفاء جوهرها لعيني ودَّه

وكأَنَّ رونق ذلك الحسب الذي … ينهى إليه بها أشاعَ فرنده

مشحوذة ً كلسانه فكأنه … فيها مكان الحدِّ رُكّب حده

تروي حديث القطع عن ذي رونقٍ … فيه النبيُّ أبوه أتحف جدَّه

ما قطَّ رأس يراعة ٍ فيها فتى ً … إلا تذكّر ذا الفقار وقدَّه