نعى الروح جبريل بأن ذوى الغدر – حيدر بن سليمان الحلي

نعى الروح جبريل بأن ذوى الغدر … أراقوا ذمَ الموفينَ لله بالنذرِ

نعى وانقلاب الكون في ضمن نعيه … بأن ذوي الحجر استباحوا ذوي الحجر

نعى فغدا من في الوجود بدهشة … هي الحشر لا بل دونها دهشة ُ الحَشر

نعى من بقلب الدهر من جرح جسمه … جراحاتُ حُزنٍ لا يعالجنَ بالسَبر

نعى ان روح الكون بالطف أقلعت … يدُ الموت منه وهي دامية ُ الظِفر

نعى مقلة الأسلام فاحتلب الشجى … دماء أفاويق الدموع من الصخر

نعى شطر قلب الدين للدين فاغتدى … ومن قلبه شطر ينوح على شطر

نعى من دعا بالدين حي على الهدى … اناساً دعوا بالشرك حي على الكفر

نعى داعياً لله حيا وميتا … وفي زبر الأسياف يصدع والذكر

نعى ساجداً صلت إلى الله روحه … قضى رأسه المرفوع من سجدة الشكر

نعى من بجنب الله للموت هلمه … ومن قلبه فيها أقام على جمر

نعى ذان قدس يعلم الله انها … منزّهة ُ الأفعالِ في السرّ والجهر

نعى للنفوس التسع من كان عاشر الـ … ـعقول أبا الخمس الجواهر للفخر

نعى الجوهر الفرد الذي في أموره … تجرد للرحمن من عالم الأمر

نعى من له النفس البسيطة لم تصل … ولو حاولت إدراكه بالقوى العشر

نعى صفوة الله العظيم ولطفه … على الخلق في الدنيا وفي الحشر والنشر

نعى من له خلق الورى يوم خلقهم … ويومَ يقوم الحشر سلطنة ُ الحشر

نعى خير من سار المطي برحله … وأكرَم من يمشي سويّا على العَفر

نعى مطعم الهلاك مشبع غرثها … أخي الشتوات الشهب في الحجج الغبر

نعى من يضيف الطير والوحش سيفه … وجيش المنايا تحت رايته يسري

نعى واسماً وجه المنايا بعضبه … فقلب المنايا بين قادمتي نسر

نعى من يحلي الشوس ضرباً فسيفه … على النحر طوق أو وشاحٌ على الخصر

نعى ابن الذي سد الثغور بسيفه … وأفرغَ فيها من دم الشوس لا القَطرِ

نعى ضامياً أبكى السماء بعندم … وحق لها تبكي بأنجمها الزهر

نعى من بكى لا خيفة من عداته … ولكن لا شفاق عليهم من الكفر

نعى شاكراً نال الشهادة صابراً … وقد يجتى شهد العواقب بالصبر