نظرتُ إلى عينِ الوجودِ فلم أرى – محيي الدين بن عربي

نظرتُ إلى عينِ الوجودِ فلم أرى … قديماً ولكني رأيتُ حديثا

أظنّ الذي قد كان بيني وبينه … بياناً يسمى للحجابِ كلوثا

فشبهتُ نفسي في طلابِ حقيقتي … بليلٍ أتى يبغي النهارَ حثيثا

ليأخذ منه تارة فيردُّه … إلى الغيبِ حتى لا يُرى مبثوثا

وهل يعدمُ العلاتِ إلا قديمها … ولكنْ نراهُ في العيانِ حدوثا

فمدَّ بنا حبلاً من العلوِّ نازلاً … ولم يك في نعتِ الحبالِ رثيثا

له قوّة ٌ تغشى النعاسَ عيوننا … لها ألسنٌ فينا وكمْ وكميثا

ويعطى قليلاً من وجودي لأنني … قليلٌ ويعطينا الوجودَ أثيثا

أُضاحِكُ في يوم السرورِ كرائماً … وأقبلُ في اليومِ العبوسِ ليوثا

سمعنا حديثاً بالرصافة طيِّباً … وعند مسيئي لو سمع خبيثا