نصحت لبرجيس الابيل مجاملا – أحمد فارس الشدياق
نصحت لبرجيس الابيل مجاملا … تحر كلام الصدق ان كنت قائلا
ودع عنك اذ التلبيس اذ لست مدركا … به صالحا يرضى الانام وحاصلا
فهذا زمان البحث كل امرء درى … عيوبك فيه اذ ابانتك جاهلا
فما انت الا فسكل جئت آخرا … وان تك في البهتان فقت الاوائلا
رويدك ليس الافك يمرأ جائعا … ولن يكسو العريان عوض ذلاذلا
وم نيك معروفا بمين فليس من … يخال به للصدق يوما مخايلا
ولو انك اليوم افتريت على امرء … نظيرك لؤما لم نسمك الغوائلا
ولكنما قد جئت اذا وفرية … على دولة الاسلام قبحت خابلا
كانك تبغى في الاعاجم شهرة … لان عشت دهرا بين قومك خاملا
فجئت بهذا الهتر كي يذكر الورى … به اسمك اذ ابصرته عنك غافلا
فهلا يقول الصدق رمت نباهة … وايقنت ان الحق يزهق باطلا
وان جميع الخلق يدرون ما انطوى … عليه ضمير منك يفشى الرذائلا
فقدما راوا ما قلته متجنيا … على الدولة العليا وما منت داجلا
الا فاعلمن ان الكذوب معاقب … فان لم يعذب عاجلا كان آجلا
ولو كنت من ذا الخلق لم يخف امرهم … عليك ولم تكذب عليهم مخاتلا
ولكنك الطاغوت في الارض مفسدا … وفي كل امر كنت تدخل داغلا
لانت الذي قد قيل فيه لسانه … يمد لارهاق البرئ حبائلا
لقد خاب ويل الخائبين من افترى … وكان بخلق القول للسحت آكلا
اضاقت عليك الارض طرا فلم تجد … بها بسوى البهتان ويك منازلا
الا من يرى البرجيس قبح شناره … وان قد اتى ما لبس ابليس فاعلا
ايزعم ان الحق قد بار اهله … فما احد عنه يقوم مناضلا
الم ياته سهم الفصيح مقرطسا … فقطع منه مقولا ومفاصلا
وافحمه عن ان يخادع بعدها … ابيلا واسقفا وقسا وعاهلا