نسيت في عرفانك الحكماءُ – حيدر بن سليمان الحلي

نسيت في عرفانك الحكماءُ … فقبيح أن تذكر الشعراءُ

أيُّ فضلٍ لهم يبينُ وهل للبد … ر نورٌ إذا استنارت ذكاء

جئتَ في النظم مبصر الفكر ووالدتـ … ـيا جميعاً بصيرة ٌ عمياء

فأزلت العمى بآيات فضلٍ … أذعنت طاعة َ لها البلغاء

نشرت طيءَ الفصاحة لكن … طُويت في انتشارها الفصحاء

حِكمٌ حلوة الينابيع عفواً … سلسلتها رويَّة ٌ سمحاء

يرشف السمعُ لفظها العذب راحا … لجميع العقول منه انتشاء

لو تلاها مردّداً لفظها المرءُ … لما احتجن روحَه الأعضاء

وكفى شاهداً بفضلك ماتر … ويه عنك الهمزية الغراء

ألِفاتٌ مثل الغصون تلتها … لكَ من كل همزة ٍ ورقاء

لبست من جمان نظمك عقداً … ما تحلَّت بمثله عذراء

لو رأى ما أودعت فيها لأضحى … هو والنظمُ «واصلٌ» والراء

زبرة قد أشعتَ في المتن منها … جوهراً في فرنده يستضاء

فهي فيه عادت كمثل عصا مو … سى وتخميسك اليدُ البيضاء