نزيه الجنابِ العال كيفَ تنزهت – محيي الدين بن عربي
نزيه الجنابِ العال كيفَ تنزهت … بهِ مقلُ الأبصارِ بالمنظرِ الأزهى
وكيفَ تراه العين وهو منزه … بكرسيه العالي المنزه والأبهى
إذا سمعتْ أذنايَ شرحَ كلامِهِ … تحققتْ قطعاً بيننا منْ هوَ الأشهى
تعالى جلالُ الله عن كلِّ مدرِكٍ … وللهِ حالٌ ما ألذَّ وما أشهى
فأنهيتُ أمري طالباً حقَّ خالقي … إلا أنَّ عبد الله من كان قد أنهى
فإنْ كان حقاً ما يقالُ فإنه … يقررهُ حالاً وإلا فقدْ ينهى
ومثلي منْ يسهو عن الحقِّ عندما … يقررهُ أمراً ومثلي منْ ينهى
دهاني بأمرٍ كنتُ قبل جهلتُه … فما أمكن المملوك ردَّ فما أدهى
وهي جانبُ البيتِ العتيقِ لعزة … فلم أر أهوى منه بيتاً ولا أدهى
ولمْ يلهني عنهُ حميمٌ وصاحبٌ … فإنْ لمْ يكنْ بالقولِ بالحالِ قد ألهى
فلا تحجبني عنك ربيّ بصورة … فإني لها أسعى كما أنني منها
حديثي الذي عند السماع أبثه … فما هوَ إلا من روايتنا عنها
وما علمتْ نفسي مثالاً مطابقاً … كما تزعم الألباب كنتُ لها شبها
إذا طمعتْ نفسي بإدراكِ ذاتها … فتلكَ التي تدعى بجاهلة ٍ بلها
تخص إذا خصتْ نفوسَ شريفة … منزهة الأوصاف بالصورة الشوهى