نزلتُ إلى الأمرِ الدنيِّ وكان لي – محيي الدين بن عربي

نزلتُ إلى الأمرِ الدنيِّ وكان لي … بذاتِ العلى سرُّ على عرشهِ استوى

فعدتُ إلى الكرسيّ أنظر يمنة … فقال يساري من يبرزخُ ما اعتدى

فأزعجني وعدٌ من اللهِ صادقٌ … من العالمِ الأعلى إلى عالمِ الثأى

وأودعني من كلِّ شيءٍ نظيرهُ … فإن لاح شيءٌ خارجٌ كان لي صدى

وخاطبني إنا بعثناك رحمة … فأسر فعند الصبح يحمدك السُّرى

على كل كوماءَ عظيمٌ سَنامُها … طويلة ُ مابين القذالِ إلى المطا

قطعت بها موماة َ كلِّ مهمة ٍ … وأنتجت كير الأمر لم أنتج الضوى

نزلتُ بلادَ الهند أطمع أن أرى … أريباً له بحرٌ على أرضها طما

فتلك برازيخُ الأولى شيدوا العلى … أقمنا بها والليل بالصينِ قد سجا

ولما رأوا أنْ لا صباح لليلهم … وأن وجودَ النورِ إنْ أشرقتْ ذكا

أتانا رسولُ القومِ مرتديَ الدجى … فألفى نساء ما ربين على الطوى

فبادرنهُ أهلاً وسهلاً ومرحباً … فأينع غصنٌ كان بالأمس قد ذوى

وذرَّ له قرنُ الغزالة ِ شارقاً … ولاحَ له سرُّ الغزالة ِ وانجلى

وخرَّ مريعاً للمعلم خاضعاً … فعاينَ سرَّ النونِ في مركزِ السفا

وأخرسَ لمّضا أن تيقنَ أنَّهُ لدى … لدى جانبِ الأحلامِ غيثٌ ومجتوى

… لمحبوبه جَذلان مستوهِن القوى

ومن بعدهِ جاءتْ ركائبُ قومهِ … عطاشاً فحطوا بالآياتِ وبالأضا

فقام لهم عن صورة ِ الحال مفصحاً … طليقَ المحيا لا يخيبُ من دعا

وقال لهم لو أنَّ في الملك ثانياً … يضاهي جمالي لاستوى القاعُ والصدى