نادى الشباب فهب من إعفائه – أحمد محرم
نادى الشباب فهب من إعفائه … بطل يهز الجيل رجع ندائه
حي على مر الدهور مدجج … تتساقط الأجيال حول لوائه
تفنى الوقائع وهو في مرح الصبى … جذلان مغتبط بطول بقائه
سيف أضاء الحق ملء فرنده … وتألق الإيمان ملء مضائه
نظر الكماة فما رأوا ذا رونق … في حسن رونقه وصدق بلائه
عضب حمى عرض الكنانة حده … ورعى ذمام الشرق في أبنائه
وجد المغير يجول في أحشائها … فأبى القرار وجال في أحشائه
الله أودعه حمية رسله … وأمده بالنصر من خلفائه
أوفى على الوادي فكبر واحتفى … بالمصطفى المختار من زعمائه
النافث العزمات في أكنافه … والباعث النهضات في أنحائه
المستعان على العدو إذا طغى … المستعين بصبره وإبائه
من لا يرى أن الجهاد مروءة … حتى يكون المرء من شهدائه
من علم المصري حب بلاده … وأقام من دمه مثال وفائه
من أنكر اليأس المذل وعابه … لأخي الحياة فمد حبل رجائه
ما قال حين صبا بلادي يشتكي … ألم الهوى ويضج من برحائه
لكنها نجوى المشوق وآية … عذرية من حبه وولائه
لم يلق قيس في هوى ليلاه ما … لاقى ولا ابن خزام في عفرائه
أدى الرسالة والممالك هتف … لجلال مشهده وحسن أدائه
نور من الوحي المبارك ساطع … في أمة حيرى وشعب تائه
ورسول حق ما استبد به الهوى … يوما ولا أعياه معضل دائه
يرمي بحكمته النفوس إذا التوت … ورمى الغبي بمكره ودهائه
يستنزل الخصم العنيد على يد … تتناول المريخ من عليائه
أخذت كرومر فاستبيح ولم يزل … يسقى عصارة بغيه وعدائه
يبغي على الشعب الضعيف بأرضه … ويغالب الديان فوق سمائه
ألقى السلاح وراح ينعق ماله … جند سوى هذيانه وهرائه
ذعرت لنكبته الجنود أعزة … وتفزع الأسطول في دأمائه
عدل القضاء أدال من طغيانه … في دنشواي ومن أثيم قضائه
لما أتى المستضعفين حديثه … ألف الحمام السجع بعد بكائه
يا ناصر الضعفاء نمت ولم ينم … جلاد هذا الشعب عن ضعفائه
ولي زمانك يا صريع همومه … فاسأله هل ولى زمان عنائه
الدهر شاغبه فأوهن عظمه … وطغى عليه فزاد في أعبائه
يشقى بحمل الداء لولا حاجة … في نفسه لقضى على حوبائه
لما ذهبت وكنت مرجع أمره … ذهب الطبيب المرتحى لشفائه
خلفاؤك الأمناء بعدك حضر … والمرء مرجعه إلى أمنائه
جعلوا هواك شريعة وتجنبوا … من مال عنك وضل في أهوائه
هم عدة الوادي ليوم سلامه … وعتاده المرجو في هيجائه
نشط الشباب وقيل يا مصر انهضي … وبدا سبيل الحق بعد خفائه
وإذا الشباب مضى يحاول مطلبا … نفذ المحال وجال في أثنائه
هذا بناؤك ماله من هادم … وكفى بربك حافظا لبنائه
حصن القضية ينهض الوادي على … جنباته ويجول في أفيائه
قل للألى نعموا وبين عيونهم … شعب تردى في جحيم شقائه
لا تسخروا بالشعب في أعراسكم … هو في مآتمه وفي أرزائه
عرف الرجال بك الحياة وأبصروا … ماذا يواري الموت تحت غطائه
وتبينوا أن الهوان لقانع … من دهره بنفاقه وريائه
ما ميت الأحياء غير منافق … بالي الضمير مكفن بردائه
دين السياسة والرجال مراتب … أنت الإمام الفرد من فقهائه
ما للمالك إن رمى عزريلها … بالغاصب المغتال غير جلائه
وأشد أبناء البلاد عداوة … من لا يرى المحتل من أعدائه
هي في جلالتها حمى أبنائه … ومضاجع الماضين من آبائه
أفمن يبيع بلاده كمجاهد … ينأى بها عن بيعه وشرائه
شعب الكنانة ليس من أخلاقه … أن يخذل الموفين من نصرائه
إن الألى سمعوا الحديث ملفقا … جهلوا الصريح المحض من أنبائه
لسنا حماة النيل إن ظفروا به … حتى يسيل دم الرجال كمائه
كلمات: ثريا قابل
ألحان: محمد شفيق