ناداني الحقُّ من عقلي ومن ذاتي – محيي الدين بن عربي

ناداني الحقُّ من عقلي ومن ذاتي … فالسلبُ للعقل والإثباتُ للذاتِ

كآية الشورى سلب وهي مثبتة … ما قدْ نفته منْ إدراكٍ لآلاتِ

إني عملتُ على تحصيلِ شاهدِه … حتى شهدت لما أضمرت آياتي

فلم أعرِّج على أهلٍ ولا ولد … ولا على أحدٍ منْ البرياتِ

إلا به فرأيت الكل صورته … فكنتُ حياً بهِ ما بينَ أمواتِ

وعندما شهدت عيني منائحه … ذوقاً علمتُ بهِ ما بينَ أمواتِ

… ذوقاً علمتُ بهِ علمَ الخفياتِ

فكنتُ أشهدُهً في كلِّ حادثة ٍ … شهود من قد رآه في الحميات

فسلم الأمر في بعد وفي كثب … وجاد جُوداً بإيجادٍ على آلات

بقاب قوسين أو أدنى علمت به … علمي بهِ في الثرى والسمهرياتِ

إنَّ الخلافَ وفاق ليس يعلمه … إلا الذي ذاقه عند الزيارات

كمثلِ أسمائه الحسنى لمعتبر … والعينُ واحدة ٌ والكلُّ للذاتِ

مع الخلافِ الذي فيها لناظرها … عند التقابل من أقوى الدلالات

على الذي قلته إنْ كنتَ ذا نظر … وكنتَ فيهِ منْ أربابِ الكراماتِ

الحقُّ يعلمُ ما وهم ٌبصورُهُ … فإنه الحقُّ في درك النبوّات

منْ قالَ إنَّ وجودَ الحقِّ في صورٍ … ورآها فهوَ جهلٌ بالمقاماتِ

لو قالَ مع قالَ علماً لا خفاءَ بهِ … والنقضُ يصحبهُ مع العلاماتِ

لنْ قالَ معْ كانَ أولى وهوَ مجهلة ٌ … أيضا ولو قال إنَّ العين في اللاتي

أصابَ في كلِّ وجهٍ من مقالِتهِ … شرعا وعقلاً وفيه نفيُ آفاتِ